الصباح اليمني_منوعات
تعاني العديد من الأسر من مشكلات متعلقة باستجابة الأطفال لأوامرها أو تلقي محاولات الإرشاد والتعليم، وقد يحبط بعض الآباء والأمهات في حال نجاح بعض الطرق والممارسات التعليمية مع طفل وفشلها مع أخيه، إلا أن لكل طفل قدراته وموهبته الخاصة في التعلم، ويعد اكتشاف تلك القدرات بمثابة قطع شوط كبير في التواصل والتعلم وتكوين شخصية الطفل.
وقد وضع هوارد غاردنر -وهو أحد علماء النفس البارزين في جامعة هارفارد- أسس نظرية “الذكاء المتعدد” عام 1983، حيث تكونت من 7 أنواع من الذكاء أضيف إليها عام 1999 نوعان آخران، ومع الممارسات العامة اكتشف الباحثون أن الطفل قد يمتلك مزيجا من نوعين أو أكثر، ويمكن اكتشاف ميول الطفل بطرق عدة، كما توفر العديد من الجامعات والمنظمات استبيانات حية عبر الفضاء الإلكتروني لمعرفة ميول الطفل الدقيقة.
الذكاء اللغوي
يطور الطفل صاحب الذكاء اللغوي الخطاب سريعا، ويسعى للتحدث والكتابة واكتشاف المعاني، هذا الطفل يحب التحدث والكتابة ويمكن تعليمه وتذكيره من خلال مذكرات مكتوبة وقصاصات، كما سيبرع في لعبة التهجئة وستكون مسلية جدا بالنسبة له، يحب أن تقرأ عليه القصص أو يكتبها ويمكنه إعداد نشرة أخبار قصيرة عن مواده الدراسية.
الذكاء الحسابي أو المنطقي
يستخدم الطفل صاحب الذكاء المنطقي مهاراته الحسابية بسهولة، ويرغب في معرفة الأرقام، وكثيرا ما تتجذب انتباهه الأموال، لأنها ترتبط بالأرقام والعمليات الحسابية، يحب أن يحل المسائل الحسابية والمعادلات الرياضية، ويمكن تعليمه من خلال المعادلات والأرقام، وذلك بتذكيره بإعداد المهام التي يجب عليه أن يقضيها، وسوف يستمتع أثناء التسوق بحساب قيمة المشتريات بدون آله حاسبة.
الذكاء السمعي
يستطيع الطفل صاحب هذا الذكاء التلحين في سن صغيرة وبدون نوتة موسيقية، ويسهل تعليمه القصص واللغات من خلال تحويل الدروس العادية أو العلمية أو التاريخ أو الجغرافيا إلى أغان من تلحينه، فهو يستطيع ربط أي محتوى لغوي بلحن ما، وبذلك يردده بسعادة.
الذكاء البصري
يرتبط الطفل صاحب الذكاء البصري بالصور، ويفكر فيها ويتخيل في عقله كل شيء مصورا لكي يفهمه أو يتذكره، ويبرع في استخدام الأحجيات وألعاب البناء والتشييد والتصليح والتصميم، ويمكن مساعدته بالتعليم والتذكير من خلال عمل تجميعات صور، ويمكن تعليمه ترتيب أدواته من خلال تصوير كافة خطوات الترتيب خطوة تلو الأخرى، وتجميعها في صورة واحدة ووضعها بمكان واضح في غرفته، وعندما يلقي نظرة واحدة على تلك الصورة فيتذكرها، وهكذا يتعلم كيف يرتب غرفته، لأن ربط أي شيء بالصور يسهل حياته تماما.
الذكاء البدني
يتحكم الطفل صاحب الذكاء البدني في جسده ببراعة، وإلى جانب تفوقه الرياضي يحب الرقص، ويتفوق في الأداء التمثيلي الذي يعد مدخلا تعليميا له، حيث يمكنه أن يمثل أداء شخصيات ومواقف ليتعلم التاريخ والجغرافيا والعلوم، كما يمكنه تعلم اللغة من خلال مسرحيات ذات محتوى لغوي عال، ويصعب التزامه بالتعليم وهو جالس على مقعد، يجب أن يستمر في الحركة ويرتبط ذهنه بالمجهود العضلي أثناء إدخال البيانات لعقله، ويعاني فورا في حال تقييده، فهو يستطيع القراءة وهو يمشي، ويمكنه سماع الموسيقى أثناء الجري في الهواء الطلق.
الذكاء التفاعلي
تبرز صفات الطفل صاحب الذكاء التفاعلي من خلال تعاونه مع الآخرين وقدرته على الاندماج في مجموعات، وهو من الشخصيات المرنة جدا في تلقي المعلومات باختلاف طرقها، فهو يتفاعل بشتى الطرق.
الذكاء الذاتي
يواجه الطفل الذي تهيمن عليه صفات الذكاء الذاتي بعض المشاكل في الاندماج مع أقرانه، فهو يستمتع بالوحدة، ويزيد تركيزه أثناء وجوده منفردا بعيدا عن صخب المجموعات الكبيرة وتشتيتها لانتباهه، ويتعلم من خلال ربط الأمور بحياته اليومية، فإذا كان الدرس التعليمي عن دورة المياه يمكن إسقاطها على كيفية استخدام الأسرة المياه يوميا، وشرح الموضوعات الدراسية من خلال حياة الطفل الشخصية وما يلمسه من مواقف وأمثلة حية بنفسه.
الذكاء الطبيعي
يعشق الطفل صاحب الذكاء الطبيعي الحيوانات والنباتات والمناظر الطبيعية، ويستمتع بتلقي دروسه في الهواء الطلق ولكن أيضا يمكن ربط دروسه العلمية بالحيوانات والنباتات من حيث كيف تكبر وأين نشأت، وعندما يدرس عن الدول يمكن أخباره أن دولة منها تتميز بانتشار نوع من الحيوانات أو الغابات المميزة.
الذكاء الوجودي والفلسفي
يتمتع الطفل صاحب الذكاء الوجودي بصفات الفيلسوف الصغير، فهو كثير الجدال، ونهمه إلى المعرفة لا ينضب ويسهل معرفته من أسئلته الوجودية في سن مبكرة، فربما يسأل “كيف بدأ الخلق؟”، ورغم ما يبدو من صعوبة تلك الأسئلة فإنها تعكس عمق تفكير هذا الطفل، مما قد يسبب له الإحباط الشديد في حال تم تجاهل تساؤلاته ومناقشاته التي عادة ما تكون مرهقة فكريا.
وقد يعاني هؤلاء الأطفال من العزلة في المدرسة، وكثيرا ما يعانون من التنمر بسبب إجهاد المعلمين من كثرة نقاشاتهم الجدلية، لذلك يجب أن تؤخذ تساؤلاتهم على محمل الجد، ويمكن توجيههم إلى القراءة والبحث عن الأجوبة الصعبة، وإرشادهم لكيفية التعامل مع الآخرين واختيار التوقيت المناسب لطرح الأسئلة الصعبة.
وتهيمن بعض الصفات على الأطفال في الكثير من الأوقات أكثر من غيرها، ورغم دقة الاختبارات فإن هناك لحظات قد تجعل الطفل يمر بصفات أخرى، لذلك من المهم معرفة كيفية التعامل مع كل صفة وكيفية تقديم المعلومة، والنشاط التعليمي بالشكل المناسب الذي عادة ما يكون ممتعا إذا ما تناسب مع صفته.
خليك معنا