دعا الكاتب الإسرائيلي يارون فريدمان دولة الإحتلال إلى استخلاص العبر من تجربة الحرب الفاشلة التي تخوضها “السعودية” في اليمن منذ أكثر من ثلاثة أعوام في حال قررت (اسرائيل) خوض معركة جديدة ضد حزب الله في لبنان.
وقال الكاتب الإسرائيلي في مقاله الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أنه على الرغم من أن “السعودية” اغتالت الرئيس اليمني صالح الصماد المطلوب الثاني في حركة أنصار الله إلا أن ذلك لا يغير حقيقة أنها فشلت في حربها ضد أنصار الله الذين باتوا يسيطرون على ثلث البلاد وطوّروا قدراتهم العسكرية حتى أصبحوا يطلقون الصواريخ إلى المملكة.
وأوضح فريدمان أن الأزمة اليمنية تمنح دولة الإحتلال الكثير من الدروس، في حال اندلعت الحرب بينها وبين حزب الله خلال الشهور القادمة وبالرغم من أن اليمن بعيدة جغرافيا عن “اسرائيل” لكن ذلك لا يمنع “أن تفتح عيونها على معطياتها، في ظل التحالف بين الولايات المتحدة من جهة، وكل من إسرائيل والسعودية من جهة أخرى، حيث أن كلاهما يواجه أذرع إيران في الشرق الأوسط”.
الباحث في الشؤون الإسلامية بمعهد التخنيون بجامعة حيفا، أكد أن”السعودية” والكيان الإسرائيلي يتفقان بخوض الحروب ضد إيران في المنطقة حيث أن الأولى تواجه أنصار الله في اليمن، والثاني ضد حزب الله في لبنان، مشيراً إلى أن كل من أنصار الله وحزب الله يحظيان بدعم وتدريب من إيران، وتتمتعان بتأييد كبير من الشيعة على مستوى العالم، ولذلك فإن الصراع ضدهما يتطلب وقتاً وزمناً، وليس من الضرورة أن ينتهي بضربة واحدة على حد اعتباره.
لقد خاض الكيان الإسرائيلي ضد حزب الله مواجهات ضارية منذ 36 عاماً، في حين أن “السعودية” تخوض المواجهات ضد أنصار الله منذ ثلاث سنوات، يشير الباحث الإسرائيلي، متسائلاً “هل تنجح الأخيرة فيما فشلت فيه الأولى؟ مع العلم أن التهديد الإيراني بإقامة قاعدة عسكرية لها في اليمن لا يضر بمصالح السعودية فحسب، بل يهدد خطوط النفط المارة في موانئ عدن وباب المندب باتجاه البحر الأحمر، وكفيلة بالإضرار بالاقتصاد العالمي، وانهيار البورصات العالمية”.
وبحسب فريدمان، إن حزب الله يواصل الحرب في سوريا وكأنه يخوض تدريباً مستمراً لمواجهة مرتقبة ضد “إسرائيل”، كما ويقدم المساعدات اللوجستية لأنصار الله في اليمن لافتاً إلى أنه طالما أن حرب سوريا على وشك الانتهاء لصالح المعسكر الإيراني، “فإن ذلك يجعل من مواجهته المتوقعة مع إسرائيل مسألة وقت، وربما تفتح هذه الجبهة بهضبة الجولان، حيث ترسل إيران إليها قوات عسكرية”.
وأضاف: “هناك ثلاث جبهات قد يفتحها حزب الله ضد إسرائيل: الأولى على الجبهة الداخلية، والثانية جبهة الدعاية والإعلام، والثالثة الجبهة البحرية في الغرب، لأنه استفاد من حرب اليمن في كيفية إرسال صواريخ بعيدة المدى، وهو يعلم أن الجبهة الإسرائيلية الداخلية حساسة جداً من هذه الصواريخ، فالعديد من المنازل الإسرائيلية غير محصنة، وتم بناؤها قبل سنوات التسعينات، دون أن يجري عليها تعديل أو ترميم مناسب”.
خليك معنا