دعا رئيس حركة (الإصلاح الآن) في السودان، غازي صلاح الدين، تحالف العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن بوقف القتال فورا، وانتقد بشدة مشاركة السودان في هذه الحرب التي قال إنها “بلا أهداف سياسية محددة”.
فمنذ 26 مارس 2015، يشارك السودان في العدوان على اليمن، ضمن تحالف واسع تتزعمه السعودية.
وأوضح السياسي صلاح الدين في مقابلة مع موقع (سودان تربيون) إن موقفهم المناوئ للمشاركة السودانية في حرب اليمن محكوم بالدستور.
وأضاف “لا يجوز الدخول في حرب ضحاياها من أبناء الوطن دون تخويل بذلك من البرلمان الذي يمثل الشعب الذي سيذهب صفوة ابنائه للقتال بأرض غير أرضه”.
وتابع “ثانيا هنالك بعد أخلاقي مهم لأن في فهمنا وفقهنا الحرب لا تكون الا دفاعاً، والله سبحانه وتعالى يأمر أمراً صريحا: “ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين”، فمن من أهل اليمن اعتدى علينا؟ إن كانت الإجابة لا أحد، إذن نحن معتدون والله لا يحب المعتدين”.
ونوه صلاح الدين الى أن أي حرب، لابد من أن تكون لها أهداف سياسية محددة وقابلة للقياس، متسائلا: “ما هي الأهداف السياسية لهذه الحرب؟ الإجابة هي لا أحد يعلم، بل لا أحد مشغول أو مهتم بأن يعلم، وبالتالي يمكن ان تمتد الحرب الى ما لا نهاية لأنه لا توجد أهداف معيارية أو علامات طريق يهتدى بها تحدد بدايتها ونهايتها”.
وطرح غازي تساؤلات تعكس استغرابه حيال قرار المشاركة في تلك الحرب اليمن، قائلا: “هل نحن واعون بالهاوية التي نمضي نحوها ورغم ذلك نواصل المسير؟، أم لا ندري بوجود الهاوية أصلا؟ الحالتين كارثة تنتظر ان تقع في اي لحظة”.
مضيفا ” أما ان نقاتل بالوكالة في حرب لم نحدد بعد من هو عدونا فيها، فهذا قرار لا تجني السعودية من ورائه شيئا”.
مردفا بالقول: “نصيحتنا للسعودية ولكل مشارك في حرب اليمن: أوقفوا القتال فورا وتداعوا الى التفاوض بالحسنى، أخرجوا من هذا المستنقع قبل ان يبتلعكم جميعاً”.
وأعلن السودان في العام 2015 استعداده لإرسال 6 الاف جندي للمشاركة في الحرب على اليمن، ووصل بالفعل في الدفعة الأولى 850، منهم تبعتها دفعات أخرى من عشرات الجنود.
وفي يناير من العام 2016 أعلن الجيش السوداني سقوط أول قتيل من جنوده في اليمن.
وفي ابريل الماضي استقبلت الخرطوم جثامين خمسة من الجنود السودانيين الذين لقوا حتفهم في حرب اليمن.
وقبل أسابيع تحدثت تقارير سعودية، عن مصرع نحو 17 من الجنود السودانيين في اليمن وان جثامينهم نقلت الى المدينة المنورة حيث تم موارتها الثرى هناك.
ولايعرف على وجه التحديد بإحصاء رسمي حتى الآن عدد الجنود السودانيين الذين قضوا في حرب اليمن، غير أن السفارة السعودية بالخرطوم، أعلنت خلال موسم الحج الأخير توفيرها فرص لأداء الشعيرة لأهالي 250 من العسكريين السودانيين الذين قضوا في حرب اليمن.