في الوقت الذي يواجه فيه النظام السوداني بقيادة حسن البشير قلاقل واضطرابات داخلية في مناطق مختلفة من البلاد ، بدءاً بدار فور والمناطق الحدودية مع الدول الافريقية ، وليس انتهاءا باستفزازات الجار المصري في حدود السودان الشمالية، يصر نظام البشير على الزج بقواته في معارك الدفاع عن حدود السعودية من هجمات مسلحي الحوثي ، بعد عامين ونصف من الحرب لعودة الشرعية التي يبدو، قد استطابت الاقامة في فنادق الرياض وعواصم تركيا والقاهرة وابوظبي.
معركة خاسرة
مجدداً يتساقط العشرات من جنود السودان ومن معهم على صحراء ميدي الحدودية بضربات قاصمة يوجهها الحوثيون في معركة شبهها محللون عسكريون بالمحرقة والتي تعامل معها المهاجمون من القوات المسنودة بغطاء جوي كثيف باندفاع وتخبط ، الامر الذي كلفهم الكثير من الخسائر، لينتهي زحف السبت بعشرات القتلى والجرحى من جيش البشير دون تحقيق اي مكسب في السيطرة على الارض.
وأوضح مصدر عسكري في قوات صنعاء أنها تمكنت من كسر زحف كبير على ميدي بدأ قبل الفجر واستمر حتى العصر، مؤكداً انتشار عشرات الجثث لجنود البشير، في مواقع الاشتباكات ، تركت دون ان يحاول رفاقهم سحبهم وانتشال جثثهم.
يشار الى ان طيران التحالف شن اكثر من 26غارة على ميدي لاسناد الهجوم ،الذي استدعى في نهاية المطاف الانسحاب نتيجة الخسائر التي تكبدتها،وانكشافها أمام نيران الحوثيين.
مشاهد تشعل فتيل الغضب الشعبي في السودان
واثارت صور ومقاطع فيديو نشرتها وسائل الاعلام اليمنية ، موجة غضب واشتياء شعبي ضد نظام البشير، الذي يقول مناهضوه يبيع ابناء السودان للمملكة بابخس ثمن ، والزج بجيش السودان في معركة لا ناقة للخرطوم فيها ولا جمل ،حسب قولهم .
يشار الى ان صنعاء بثت مقاطع لعتاد ومعدات محترقة وبجوارها ،جثث لعشرات من جنود السودان قتلوا في صحراء ميدي اليمنية ، لم تكلف قوات التحالف حتى عناء انتشال جثثهم من مواقع القتال ،في رسالة مهينة وجهت للجيش السوداني (الجيش البديل المدافع عن القوات السعودية قبل حدودها)، حسب سودانيين.
وفي الوقت الذي تتكتم الخرطوم على خسائرها البشرية ، تقدر قوات صنعاء مقتل اكثر من 136 سودانياً وجرح اكثر من 244 اخرين خلال شهر مايو الماضي فقط.