بقلم: ناصر قنديل|
لم يتغيّر شيء في مصادر القوة الأميركية منذ جاءت الأساطيل الأميركية إلى البحر المتوسط وقرّر الجنرالات أنّ على الرئيس مهما كان اسمه أن يأمر بسحبها واللجوء إلى التفاوض على تسوية مع موسكو، لأنّ المواجهة الكبرى التي ستندلع فوق قدرات واشنطن وحساباتها.
كلّ الذي تغيّر ليس في صالح واشنطن، فموسكو صارت هنا، وإيران زادت قوة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، والدولة السورية تزيد من سلة غلال انتصاراتها كلّ يوم، وتركيا التي كانت قاعدة الارتكاز في الحرب صارت الإبن الضال، وجلّ ما تملكه واشنطن هو التسلل لتنفيذ ضربات غير مؤثرة عسكرياً يرافقها صخب تسويقي لدى الحلفاء المذعورين مما بعد نصر سورية وحلفائها، وتعقبها حملة علاقات عامة لتفادي تحوّلها تصعيداً لا تريده واشنطن، فيكون الخطاب للحلفاء ها قد عدنا ولموسكو لن نعيدها مرة أخرى.
تأتي واشنطن لتقول لحلفائها في الخليج ولـ»إسرائيل» معاً، لا تخافوا مما سيجري في سورية فلن أترككم لقمة سائغة لإيران وحزب الله، ولن أدع سورية ورئيسها ينتقمون منكم، تجمّعوا وتكتلوا وتسلّحوا وستجدوننا معكم إذا تعرّضتم للخطر.
المؤتمر الصحافي لوزير الدفاع الأميركي ورئيس أركانه وما قالاه عن مستقبل الرقة بعد تحريرها وحتمية تسليمها للدولة السورية تحت شعار أنّ الوضع معقد جداً، وأنّ مسألة رواتب الموظفين، وتأمين الكهرباء والطاقة أمور تتولاها الحكومة ومثلما تعاونّا مع فرقها في سدّ الفرات سنتصرف في الشؤون المدنية، وحده كافٍ لتعريف التوازنات الحقيقية وليس صراخ دونالد ترامب الآتي لتجميع ما تبقى من مال في جيوب حكام الخليج وما في جعبتهم من طمأنة لـ«إسرائيل» ليرحل إلى تل أبيب موزعاً المزيد من رسائل الاطمئنان.
كلام رئيس أركان الجيوش الأميركية نافياً نية الاشتباك مع الجيش السوري وحلفائه، أو السعي لمنعه من الوصول للحدود العراقية، وحصر المسألة بحماية القواعد الأميركية وعدم الاقتراب منها يرسم قواعد الاشتباك وليس عقوبات بلا معنى تطال رموز المقاومة، ولا كلام فارغ وكؤوس مليئة بالحقد سيتبادلها مهزومون في الرياض يخجل لبناني حرّ من أن يكون بينهم.
خليك معنا