الصباح اليمني_مساحة حرة|
نجاح دولة قطر النوعي في تنظيم «المونديال» إلى هذا المستوى الذي انتزعت به إعجاب الأعداء قبل الأصدقاء يُعدُّ ومضةً مضيئةً في سماء الأمَّة الملبدة بغيوم الخطوب المدلهمَّة، لكنه لم يرق لبعض الأنظمة.
فمنذُ أن أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم في الـ٢ ديسمبر ٢٠١٠ فوز ملف قطر -بعد منافسة ضارية مع كل من [أميركا، وأستراليا، واليابان، وكوريا]- بشرف تنظيم بطولة كأس العالم لعام ٢٠٢٢ لأول مرَّةٍ في تأريخ الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط سعت بلدان كثيرةٌ -بدافع الغيرة- لحرمانها من تنظيم البطولة، ولم تتوقف حياكة تلك المكائد إلَّا بعد بدء أعمال المونديال وبعد أن أصبح التميز في تنظيم إقامة المباريات خير شاهد على ما لعبته قطر -بالإضافة إلى ثباتها في وجه العاصفة- من دورٍ ترويجيٍّ سياحيٍّ وثقافيٍّ رائد.
عجز الإمارات عن إنجاح المؤامرات
ليس بمستغرب ما لمسناه وما لم نزل نلمسه من غيرة الدول غير العربية لا سيما تلك التي تصدرتها قطر في مضمار المنافسة، بل إنَّ المستغرب ما لمسناه من غيرةٍ بعض أنظمة العرب التي عُبر عنها بما فُرض على قطر -في وقتٍ سابق- من حصار خماسيٍّ خانق، ثمَّ لم تلبث أنْ تجلت في ممارسات نظام الإمارات الذي لم يألُ جهدًا في الكيد لحرمان قطر هذا الشرف وصولًا إلى ربط التراجع عن مناصبتها العداء بتخليها عن تنظيم البطولة عمدًا، إذْ كان نائب رئيس شرطة «دبي» الفريق «ضاحي خلفان» قد قال في أكتوبر ٢٠١٧ -عبر تغريدةٍ سافرةٍ للعيان-:(إن حل الأزمة الخليجية التي اندلعت في ٥ يونيو من العام ٢٠١٧ يكمن في سحب «مونديال ٢٠٢٢» من «قطر»).
والحقيقة أنَّ فجور نظام الإمارات الذي اعتاد عليه في كلِّ ما خاضه ويخوضه من خصومات بقي كثيف الحضور بهدف حرمان قطر من تفاعل الجمهور إلى قبل أيام معدودات من تفعيل جدول المباريات، وحسبنا تجسيدًا لهذا المعنى استهلال الخبر الصحفي المعنون [جماهير دورتموند تصفع رشاوى الإمارات: نرفض التحريض على مقاطعة مونديال قطر] الذي نشرته «وكالة الصحافة اليمنية» في الـ٧ من نوفمبر الماضي بما يلي: (رفضت جماهير نادي بروسيا دورتموند الزج باسمها بحملة تحريض تديرها دولة الإمارات ضد مونديال كأس العالم قطر ٢٠٢٢، الذي تنطلق صافراته بعد أيام، بوقفة احتجاجية.
ويوم أمس، كشف رئيس وزراء قطر الأسبق حمد بن جاسم عن أن دولًا قريبة وبعيدة تكالبت وتآمرت لإفشال المونديال، رغم أنه النسخة الأفضل على الإطلاق.
وتظاهرت جماهير النادي الألماني قبالة مقره في العاصمة برلين، رافعين لافتات مكتوبة تندد بحملة التحريض ضد مونديال قطر ودعوات مقاطعته.
وأكدوا أن اللافتة الداعية لمقاطعة المونديال بمباريات «بروسيا دورتموند» بملعب «سيغنال إيدونا بارك»، لا تعبر عنهم وعن تطلعهم لحضور الحدث العالمي.
وأعرب المشاركون عن الثقة الكاملة في دولة قطر بتنظيم مونديال كأس العالم بشكل ملفت، وأن كافة الدول لها الحق في استضافة البطولات دون تمييز).
ضخُّ الأموال لإفشال المونديال
لعل أكثر ما لفت انتباه المتابعين في «فيفا قطر ألفين واثنين وعشرينَ» هي جماهيريته التي حققت رقمًا قياسيًّا تجاوز ما سبقه من المونديالات على مرِّ السنين، لذلك فسرت تغريدة الإماراتي «حمد المزروعي» التي لمح فيها إلى قلة أعداد المشجعين في مباراة «أسبانيا» و«كوستاريكا» في سياق التأسي -درءًا لدموع البكاء- عن فشل نظام بلاده في الحيلولة دون تبوئ جارته قطر موقع الريادة، بعد أن بذل من المساعي والأموال في مضمار إفشال المونديال ما لا يخطر على بال، من ذلك -على سبيل المثال- ما حمل الصحفي «سالم حنفي» على استهلال تقريره المعنون [مفاجأة.. حكومات عربية اشترت تذاكر مونديال قطر وحرمت جماهيرها منها بهدف إفشاله!] الشديد التكثيف والاختزال الذي نشره موقع «وطن سراب» في الـ٢٤ من نوفمبر الماضي بما يلي: (كشفت الكاتبة القطرية «ابتسام آل سعد» عن تعمد حكومات دول أوروبية وعربية شراء تذاكر لمونديال قطر ٢٠٢٢ والاحتفاظ بها دون منحها لمواطنيها لحضور المباريات أو إعادة طرحها للبيع عبر منصة الـ«فيفا»، بهدف إفشال المونديال.
وقالت «آل سعد» في تدوينة لها عبر حسابها بموقع التدوين المصغر «تويتر» رصدتها «وطن»: “عمدت حكومات أوروبية وعربية إلى شراء أعداد كبيرة من تذاكر كأس العالم قطر ٢٠٢٢ لإفشال كأس العالم جماهيريًّا واحتفظت بها دون منحها لجماهيرها للحضور أو إعادة بيعها عبر منصة الفيفا”.
وأوضحت أن “الفشل الجماهيري بات الخيط الأخير الذي يلعبون به لضرب [فيفا قطر ٢٠٢٢]، (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِيْنَ)”.
من جانبهم أكد مغردون صحة ما تناولته الكاتبة القطرية، مقابلين -في ذات الحين- تغريدة المتصهين الإماراتي المقرب من دوائر صنع القرار في أبوظبي «حمد المزروعي» باستهجانٍ واضح، مؤكدين أنها تنمُّ عن موقفٍ عدائيٍّ فاضح).
وها هو آخر أيام المونديال يشدُّ الرحال تاركًا وراءهُ أروع الانطباعات عن الجهود التنظيمية القطرية القيمة التي لم يتسع فيها المجال لأبسط مظهر من مظاهر الاختلال.
خليك معناالمصدر: صحيفة 26 سبتمبر