يبدو أن تهنئة أمير قطر للرئيس الايراني حسن روحاني بمناسبة فوزه بولاية رئاسية ثانية ، قد أفقد صواب الاسرة السعودية ، لتبدأ معه مرحلة جديدة من تصعيدها المسعور ضد قطر ، موحيةً لقنواتها الفضائية وكافة وسائل اعلامها لمواصلة حرب التشويه والتحقير لأمير قطر الشاب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، في سابقة تنذر بتسونامي قادم سيضرب المنظومة الخليجية ولربما ينسفها.
التصعيد بدا واضحاً في ترويج قنوات المملكة لبيان اسرة آل الشيخ السعودية تنكر فيه انتساب الأمير القطري لها ، معلنة براءتها منه، في توقيت رأه النظام السعودي مناسباً للرد على تصريحات الشيخ تميم الاخيرة وتقاربه مع أيران ، فكان التواصل بين قيادتي النظام الدوحة وطهران بمثابة القشة التي قصمت ظهر سلمان فأثارت موجة غضب خليفته محمد ليتصدر بيان آل الشيخ عناوين ونشرات العربية والحدث ….الخ.
التقارب الايراني القطري ، من وجهة نظر خبراء السياسة مثّل صفعة قوية للنظام السعودي ،وربما سيترك أثره العميق على العلاقات القطرية السعودية اولاَ، وعلاقة قطر ببقية المنظومة الخليجية، والمقصود بها مجلس التعاون الخليجي.
بيان آل الشيخ ، الذي عدّه خبراء بالمسيء دحض ما أسموها بالشائعات والادعاءات الكاذبة حول من يدعون انتسابهم إلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب، مؤكدة في بيانها إلى أن ادعاء أمير إحدى الدول الخليجية، )في إشارة إلى أمير قطر دون أن تذكر اسمه( كاذب ولا اساس له من الصحة.
إذا فتداعيات الاحداث الاخيرة، وحرب التصريحات بين دولتي قطر والمملكة ،تنذر بتطورات دراماتيكية متسارعة ، ويشير الى حجم الهوة التي تفصل بين البلدين الخليجيين ، وقد تشكل –حسب محللين – بداية لانخراط العقد الخليجي الذي كانت السعودية تتحكم بدفته منذ تأسيسه ، فيما يرى أخرون يشي بتسونامي سياسي ، عسكري تكون منطقة الخليج ساحة له، وهي بداية لتغيير الساسة الامريكية في المنطقة ،والخطوة الاولى لتغييب وتغيير لاعبين سياسيين في الخليج .