الصباح اليمني_مساحة حرة|
تجددت الهدنة والأصبع على الزناد، فالقبول بتجديدها يأتي من منطلق حرص صنعاء على حقن دماء اليمنيين، أينما كانوا، ووضع الأصبع على الزناد يأتي أيضا للحفاظ على الدماء اليمنية من إهدارها على يد مجرم لا يحترم عهدا ولا يرقب في اليمنيين إلا ولا ذمة. هكذا عهدناه طيلة سبع سنوات ونيف.
قبول صنعاء بتجديد الهدنة على الرغم من نكث التحالف لكل بنودها وعدم تنفيذ ما التزم به يؤكد جدية صنعاء وتمسكها بسبل السلام غير أن هذا لا يعني أنها ستقبل الضيم واستمرار التلاعب، فصنعاء ترفض أن يقتل الشعب اليمني بآلة القتل الأمريكية التي يمتلكها السعودي، كما أنها ترفض أن يقتل اليمنيون جوعا وحصارا ومنعا لمرتباتهم وحقوقهم المشروعة في الثروات التي ينهبها المحتلون جهارا نهارا، وحقهم في السفر والتنقل بكل حرية في الداخل والخارج، واستقبال ميناء الحديدة للسفن الوافدة إليه دون إعاقة فهذا ما يخفف على الشعب اليمني معاناته إنسانيا واقتصاديا.
وفي وقت كانت الجهود الأممية تسعى نحو تمديد لهدنة مفرغة من محتواها لا تصب إلا في مصلحة الأمريكي وأذياله، أكدت القيادة السياسية في صنعاء أن ما مضى من الهدنة لا يشجع على المواصلة في الخوض في تجارب جديدة، ليكون هذا التجديد فرصة يجب على التحالف أن يلتقطها فقد لا تتكرر إذا ما استمر في غيه وماطل تنفيذ ما التزم به، وعلى الوسيط الأممي أن يدرك ضرورة أن يحس المواطن اليمني بإيجابية الهدنة على واقع معيشته، بتوسيع الهدنة وضم ملفات إنسانية أخرى إليها كصرف المرتبات من عائدات النفط اليمني الخام التي تنهب و تورد إلى البنك الأهلي السعودي، وتوسيع عدد الرحلات من وإلى مطار صنعاء وزيادة عدد الوجهات والالتزام بالوجهات السابقة وزيادة عدد السفن المحملة بالمشتقات النفطية المسموح بدخولها من ميناء الحديدة.
قبلت صنعاء تمديد الهدنة ووصمة العار عالقة في جبين المرتزق الذي ساوم على حقوق اليمنيين في التطبب والسفر والتنقل من منطقة يمنية لأخرى، وفي وقت فتحت صنعاء طريقا للمواطنين في تعز، رفض المرتزق ذلك وكان رده رصاصا يستهدف من جاء يفتح الطريق إليها، ليعود عبر وسائل إعلامه للتباكي على مدينة تعز الذي تحاصرها فصائل التحالف المتحاربة.
وفي الوقت الذي استجدى التحالف قبول الهدنة كانت العروض العسكرية في مختلف المناطق على أشدها لتؤكد صنعاء أنها تقف على أرض صلبة وأن الهدنة حاضرة ما التزم التحالف بتعهداته، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه.
خليك معناالمصدر: المساء برس
المقالة لا تعبر بالضرورة عن السياسة التحريرية للموقع