الصباح اليمني_منوعات
يعتبر مرض الجدري من الأمراض المعدية الفتاكة “في بعض الحالات” التي تسببت في وفاة المئات والآلاف من المصابين به قبل العثور على لقاح فعال ضده في أواخر القرن العشرين. سنتعرف سويا على أعراض الجدري و مضاعفاته الصحية و طرق الوقاية.
أعراض الجدري
كانت تتراوح مدة ظهور أعراض مرض الجدري على الشخص المصاب بين أسبوع و17 يوما منذ تعرضه للفيروس، وتشمل الأعراض التي يعاني من المصاب؛ الصداع، وارتفاع درجة الحرارة، التهاب الحلق، والضعف والتعب وآلام الظهر، كما يمكن للشخص أن يعاني من اضطرابات المعدة وآلام البطن.
تستمر شدة هذه الأعراض بين 3 و 4 أيام، يعاني بعدها المصاب مباشرة بظهور طفح جلدي على الوجه واليدين وباقي أعضاء الجسم بما في ذلك الأنف والفم، على شكل بثور ذات سوائل وقيح، والتي تجف مشكلة قشرة على جلد المصاب.
ظهوره
يبدأ الجدري بالظهور على شكل أعراض شبيهة بأعراض الانفلونزا والتي تشمل صداع الرأس والحمى والقشعريرة والغثيان والتقيؤ، ليتطور بعد أيام قليلة من المعاناة من هذه الأعراض إلى التسبب في ظهور نتوءات وتقرحات مملوءة بالقيح في مختلف أعضاء الجسم، وهو ما يجعله سهل الانتقال وشديد العدوى حتى عندما تجف البثور وتصبح على شكل قشور.
أسبابه
تحدث الإصابة بمرض الجدري نتيجة التواصل المباشر مع أحد المصابين بالجدري الكبير أو الجدري الصغير، وذلك من خلال استنشاق رذاذ السعال أو العطس المحتوي على الفيروس والمنبعث من آخر حلق الشخص المصاب، أو من خلال ملامسة الملابس والأغطية والمناشف الملوثة بالفيروس.
هل الجدري معدي؟
يعتبر مرض الجدري معد وفتاك، ويصبح معديا مباشرة بعد ظهور الأعراض الأولى له، كالحمى ثم عند تكوُّن البثور وظهور التقرحات على جلد المصاب، خاصة في الفم والحلق، ويستمر الشخص في نقل العدوى حتى تجف البثور والتقرحات، وهو فيروس ينتقل بين البشر، ولا دليل على أنه ينتقل من خلال الحشرات والحيوانات.
كيف ينتقل؟
ينتقل مرض الجدري من شخص لآخر بمجرد السعال أو العطس خلال التواصل المباشر مع الأشخاص المصابين، أو من خلال ملامسة الملابس والأفرشة الملوثة بالقروح والبثور المملوءة بالقيح والسوائل.
ما هي مضاعفاته؟
من بين مضاعفات مرض الجدري الوفاة في بعض الحالات، إذ كانت الإصابة بمرض الجدري قبل التوفر على اللقاح تؤدي إلى وفاة 3 مصابين من بين 10 أشخاص، خاصة في صفوف النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. ونظرا إلى البثور والتقرحات التي تتكون على الجلد تظل لمدة تفوق أسبوعين، فإنها كانت تترك آثارا وندبات على بشرة الأشخاص. بالإضافة إلى تسببها في ندبات وتشوهات في أنسجة الأنف والوجه، ثم العمى نتيجة تكون البثور والتقرحات في الأنف والعينين.
هل يوجد علاج للجدري؟
توصل العلماء إلى أول لقاح للجدري سنة 1758 بعد تسببه في وفاة العديد من المصابين، واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن آخر حالة تم الإعلان عنها كانت سنة 1977 في الصومال، إلى أن تم التخلص منه نهائيا سنة 1980.
الوقاية من الجدري
يمكن الوقاية من مرض الجدري من خلال تلقي اللقاح المضاد لفيروس الجدري، لكن، نظرا لتسبب اللقاح في بعض الآثار الجانبية التي أدت ببعض الأشخاص إلى الإصابة باضطرابات على مستوى القلب وحتى الموت، لذلك، لا يلجأ المختصون إلى إمداد الجميع بلقاح الجدري، بل يأخذه فقط المرضى المعرضون لخطر الإصابة به.