صنعاء- فاتن محمد|
تتربع الجنبية اليمنية على عرش الخناجر العربية الاصيلة، بل اصبحت أحد أبرز عناصر التراث والموروث الشعبي للمجتمع اليمني، كما كانت ولاتزال من أهم مكونات الزي التقليدي في الكثير من المناطق اليمنية، مكتسبة شهرتها من ثقافة المجتمع وتفاخره باقتناء السلاح الأبيض الذي اشتهرت عديد من مناطق اليمن عبر التاريخ بصناعته فتعددت أنواعها ومسمياتها.
الجنبية العزيرية:
تحتل الجنبية العزيرية مركز الصدارة من بين مسميات ومصنفات الجنابي اليمنية الاخرى، ما جعل من شهرة الأخيرة تمتد -حسب الشواهد- لتتجاوز الحدود منذ سبعينات القرن المنصرم لجوانب ومميزات فنية في صناعتها يعرفها المهتمون.
مر اسل الصباح اليمني زار سوق الجنابي في صنعاء القديمة والتقى بعدد من التجار متسائلاًعن اجود انواع الجنابي وعن اسعارها حيث فوجد ان أجود جنبية عزيرية قد يصل سعرها إلى 10 ملايين دولار حيث ترتفع القيمة حسب عمرها وقدمه حسب قول تجار الجنابي .
وتعتبر الجنبية المصنوعة من قرن وحيد القرن أغلى من الذهب لضمان ارتفاع قيمتها المادية كلما مرت السنون ودون أن تتأثر بإي من الظروف كما أن الجنبية ذات التاريخ سواء تلك التي في الخليج أو في سواها أصلها ومنبعها اليمن.
تاريخ الجنبية اليمنية:
ويرى خبراء الاثار بأن للجنبية تاريخ عريق إذ وجدت منذ 6000 ألاف سنة، وأن النقوش والصور تظهر ملوك سبأ وحمير كشمر يهرعش وتبع وغيرهم متمنطقين بالجنابي. موضحين بان المرحلة الأولى لصناعة الجنابي بدأت حسب الشواهد باستخدام قرن الخرتيت( وحيد القرن) كمقبض للسيوف والخناجر قبل أن يتحول إلى الجنبية في عهد الملك أسعد الكامل.
بينما يذهب آخرون للاعتقاد بأن اخذ الجنبية لشكلها الحالي، وهو يجسد شكل “الهلال”، يعود إلى طقوس دينية كان اليمانيون الاوائل يمارسونها خلال فترات زمنية غابرة، إذ كانوا يعبدون إله القمر وهو إله الحب عند اليونان.
وكما هو معروف فأن شكل الجنبية اليمنية، يأخذ شكل الهلال في أكثر من جانب وزواية، ويتضح ذلك في انحناء الرأس (القرن) من جانبيه وامتداده من الاعلى إلى أسفل ما يعرف ب”المبسم” الذي يتوج الجسم(النصل) ويلتحم به بمادة “اللك”، كما يتضح شكل الهلال في انحناء النصل.
انواع الجنابي اليمنية :
تنامت شهرة الجنبية العزيرية وأصبحت من قبل ثلاثة عقود ونيف من الزمن تحديدا مضرب المثل للجنبية الصيفانية ذات الشهرة والقيمة المادية بل وتربعت على سائر أنواع ومسميات الجنابي الأخرى كالجنبية الصيفاني المنسوبة لأسرة بيت صيفان والأسعدي لأسرة أسعد وانتهاءا بالجنبية الكرك وهم من سبقوا في عمل وصناعة الجنابي.
صناعة الجنبية:
تمر صناعة الجنبية بمراحل معروفة لدى صانعي الجنابي حيث تبدأ من رأسها بقطع القرن إلى أحجام محددة مابين 10 -12
سم وعرض 4 سم يليها نشر الرأس المقطوع بالقدوم ثم برده بمبرد يلي ذلك زراعة الرأس ثم كي قشرته الخارجية بالنار ثم تركيب النصل والحروف.
قرون الجنبية:
بالرغم من استخدام قرون حيوانات أخرى كقرن البقر الهندي والوعل وناب الفيل إلى جانب وحيد القرن في صناعة رؤوس الجنابي إلا أن الأخير ظل يحتل المرتبة الأولى بلا منازع من حيث القيمة المادية للجنبية أو من حيث سرعة طيب الجنبية الذي بدوره يرفع من ثمنها.
كما أن الثمن الذي يصل إليه سعر الجنبية من بقية القرون الأخرى لايعادل سوى ثُمن أو ربع سعرها اذا صنعت من قرن وحيد القرن فيما يحتل ناب الفيل يحتل من حيث القيمة والشهرة المرتبة الثانية يليه قرن الوعل الأفريقي ثم قرن البقر الهندي.
علاج الجنابي:
أما في شأن العلاجات والدهون المقدمة للجنابي فقد تحدث اصحاب محلات الجنابي ان قرن الخرتيت منذ أن يتم قطعه وهو صيفاني لايحتاج لأي علاجات عدا بقية تلك القرون ،مبينيين أن حرارة الشمس والمناطق الحارة وليس العكس تسرع في معدل طيب الجنبية في السنة مايعادل 20 سنة في المناطق الباردة.
الخلاصة :