في أقوى خطاب له منذ سبتمبر2014م، شن زعيم جماعة الحوثيين هجوماً لاذعاً ،على أطراف تتحالف معه في مجابهة العدوان علانية ،وتمارس التدليس والمراوغة واحياناً الطعن في الظهر ،في إشارة الى حليفه وشريكه في السلطة الرئيس حزب المؤتمر الشعبي العام.
زعيم الحوثيين وخلال كلمة له أمام ما يسمى”مجلس حكماء ووجهاء اليمن” دعا للتصدي لأي محاولة تهدف لتفكيك الجبهة الداخلية، مؤكداً وجود اطراف تسعى لافراغ الجبهات من المقاتلين ،لتسهيل مهمة التحالف في تحقيق اي نصر عسكري فشل في تحقيقه على مدى عامين ونصف.
وفي الخطاب الذي إتسم بالحدة والمكاشفة منذ الدقائق الأولى قال :”قوى العدوان تعبت وأرهقت نتيجة فشلها وما خسرته مادياً وبشرياً، وهناك خطة جديدة تحرص قوى العدوان من خلالها وتؤمن بها على أن تتمكن من حسم المعركة وهذه الخطة لها مسارات متعددة، مسار عسكري، يخططون لتصعيد عسكري في نهم وصرواح وجبهات الساحل وتعز”.
وأضاف الحوثي :”أن المسار العسكري يتزامن مع مسارات أخرى خطيرة جداً يعول عليها العدوان ويتمثل بتفكيك الجبهة الداخلية، وإثارة النزاعات الداخلية، العمل على إبراز قضايا هامشية، حزبية وفئوية تطغى على الاهتمام العسكري، حتى ينشغل الجميع بعيداً عن الاهتمام والتصدي للعدوان”، مضيفاً: “يعملون على حشد ما استطاعوا حشده مثل دعوة البعض للحياد، ودعوة البعض الآخر إلى تبني مبادرات وأصحاب وساطات، بهدف محاصرة الفئة الوفية والفئة الصامدة في وجه العدوان”.
وفيما يخص مساعي التحالف لاختراق الجبهة الداخلية أشار الحوثي الى ان “الاختراق الكبير للمكونات السياسية وشراء ذمم شخصيات معينة مهمتهم العمل على النيل من المكونات الأخرى وشق الصف الوطني وإبراز عناوين تطغى على العنوان الرئيسي وهو التصدي للعدوان”،مضيفاً:” إن المطلوب من الجميع في هذا البلد أن يكون لدينا الوعي تجاه بعض العناوين التي يسعى الآخرون إلى إبرازها، منها عنوان الحياد هذا العنوان ليس مشرفاً، ماذا يعني أن تكون محايداً يعني أن تكون جباناً أو أن تكون كؤلئك الذين تم شراؤهم، هذا الحياد هو على حساب من قتل من أطفال ونساء وأبرياء، ومظلومية شعب”.
وخاطب الحوثي المجتمعين بالقول “أنتم اليوم معنيون أن يكون لكم حضور في تقييم أداء مؤسسات الدولة بكلها سواء الحكومة أو المجلس السياسي الأعلى أو حتى مجلس النواب يجب أن يكون لكم دور شعبي، أن يكون لديكم اهتمام بتقييم أداء مؤسسات الدولة، والوقوف على طبيعة الاهتمامات والمشاكل والاختلالات وأن تكون الصورة واضحة لديهم”.
واستنكر الحوثي دعوات بعض القوى والأشخاص في المكونات السياسية الشريكة قائلاً “يأتي البعض اليوم ليقدم صورة ملتبسة وكأن الذين هم في موقع المسؤولية كأنهم فقط من أنصار الله وكأن البرلمان برلمان أنصار الله وكأن القضاء قضاء أنصار الله وكأن الأجهزة الرقابية تابعة لأنصار الله، أنا أتحدى بصوت واثق بلغة واثقة بموقف واثق أن يتجاوز أنصار الله ربع القيادة السياسية في الصف الأول وأن يتجاوز أنصار الله واحد في المائة من المنتسبين للجهاز الإداري للدولة من عامة الموظفين”.
وفيما يتعلق بتهم الفساد أكد الحوثي “أن البعض يريد استغلال الأوضاع لتشويه أنصار الله”، مردفاً بالقول” أنا لست مجرد واعظ لكم وملقي خطابات، تحركوا أنتم وأنا سأقف معكم وأنا بإذن الله قول وفعل، حاسبوا كل فاسد اخلسوا جلد أي واحد من “أنصار الله” يكون فاسد، لن نحمي أي فاسد منا، ولن نحمي أي فساد من المؤتمر”.
وأضاف الحوثي “هناك من يكبل تصحيح وضع القضاء، مع الاعتراف بأن وضع القضاء غير سليم، ويجب أن يصحح وضع القضاء، وفي القضاء اليوم من هو في صف العدوان ضد الشعب اليمني، ويقف مؤيداً لقتل الأطفال والنساء، ويعتبر نفسه قاضي، هناك قضاة يعملون وفق أهداف سياسية ضد البلاد”.
كما تطرق الحوثي الى اطراف تكبل تصحيح القضاء وبقية مؤسسات الدولة ،بما في ذلك البرلمان، مطالباً بمحاسبة أعضاء البرلمان الموالين للتحالف بائلاً:“هؤلاء البرلمانيين الخونة ولماذا لا يحاسبون ولا يخونون حتى الآن، بعد أن ذهبوا واجتمعوا مع بن سلمان بدلاً من الاجتماع تحت قبة البرلمان في صنعاء”،مشيرا الى حملات تشويه لجماعته والشرفاء المرابطين معه ليصورهم على أنهم مشاغبين وتجار حروب وهؤلاء الجماعة لا يريدون السلام ويريدون استمرار الحرب”، متسائلاً في الوقت ذاته بالقول “هذه الجماعة التي معظم أبناءها قتلوا في الجبهات في وجه العدوان هؤلاء اليوم أصبحوا تجار حروب ومستفيدون من الحرب؟!، ومن يملكون الفلل هم من يريدون السلام، هل هذا يعقل؟!”.
وفي ختام كلمته أشار زعيم الحوثيين الى انهم سعوا ومازالوا للسلام قائلاً:”حركة أنصار الله ورجالها ليسوا وحوشاً ولا يرفضون السلام، لكننا نرفض الاستسلام، لأننا رجال سلام لا استسلام، نحن مع السلام المشرف الذي يحفظ لنا الحد الأدنى من الكرامة والحرية والاستقلالية وسيادة البلاد، ولا زلنا نمد يدنا للسلام”، موجهاً تساؤله لمن يقدم المبادرات والتنازلات بالقول”بعد ماذا تقدم هذه المبادرات بعد الانتصار الذي تحقق بعد الدماء التي أزهقت بعد أن أُرهق العدو وأنهار وضعف ويئس من أن يحقق نتيجة على الأرض، يأتي اليوم البعض ليقدم المبادرات التي تحقق للعدو ما فشل في تحقيقه على مدى عامين ونصف؟!”.
كما طالب زعيم الحوثيين مجلس حكماء وعقلاء اليمن بالعمل على تنفيذ النقاط التالية:
– التحرك للحفاظ على أُسس وحدة الصف الداخلية، ومواجهة من يريد شق الصف الداخلي.
– عدم السماح للمساومة على كرامة واستقلال البلد ، من اي طرف كان أنصار الله أو مؤتمر أو غيرهما.
– رفض من يريد أن يبعد الشعب عن مسؤوليته الكبرى عن التصدي للعدوان.
– من يريد أن يعيق مؤسسات الدولة أو تشويهها فعليكم به أنصار الله إذا كان منهم دقوا راسه أو مؤتمر أو غيره.
– نحن لا نريد الاستسلام نحن أهل للسلام، سلام الشرف، لن ينفع الرجال إلا الصمود والثبات، موجهاً الحكومة بذل قصارى جهدها لتوفير ما استطاعت من الرواتب للموظفين.