من القاهرة أطلق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان موقفاً متقدماً حيال الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات في اليمن، وفي تصريح متناقضِ مع ما يشهده الميدان اليمني من احتدام للمعارك بين حركة «أنصار الله» وقوات «الشرعية» المدعومة من «التحالف العربي» من جهة، وبين القوات الموالية لـ«التحالف» في ما بينها من حين إلى آخر من جهة أخرى، اعتبر ابن سلمان أن الحرب «حققت أهدافها وقاربت على النهاية».
موقف ابن سلمان تقاطع مع كلام لوزير خارجيته عادل الجبير، وفيما حمَّلت الأمم المتحدة «التحالف» بقيادة السعودية مسؤولية معظم إصابات المدنيين في حرب اليمن، حاول الجبير إلقاء اللوم على «أنصار الله» لتبرير ممارسات الرياض وقرارها خوض الحرب في اليمن.
صحيفة «الدستور» المصرية نقلت عن ابن سلمان خلال لقاء جمعه، أمس الاثنين، بإعلاميين مصريين، قوله «إنَّ الحرب في اليمن قاربت على النهاية بعد تحقيق أهدافها المتمثلة في استعادة الشرعية في مواجهة المتمردين الحوثيين»، مضيفاً أن «التحالف يقترب من الانتهاء من العمل في اليمن… لَم يعد ضدنا هناك إلا فلول الحوثيين».
بدورها، ذكرت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، أن الجبير دافع عن قرار بلاده خوض الحرب في اليمن، ونقلت عنه قوله، إن «المسلحين هم الذين فرضوا علينا الحرب».
واتهم الجبير في مقابلة مع مراسل الشؤون الأمنية فرانك غاردنر، «الحوثيين بتجنيد أطفال في سن التاسعة للمشاركة في المعارك، وبسرقة المساعدات الإنسانية»، معتبراً أن «أوضاع اليمن الآن ترجع في أساسها إلى تدبير الحوثيين لانقلاب في البلاد، وإنهم يريدون الهيمنة – وهم 50 ألف نسمة – على بلد يبلغ تعداد سكانه 28 مليون نسمة».
وأضاف أن «الحوثيين شنوا صواريخ ذاتية الدفع (باليستية) على أكثر من 200 مدينة وبلدة يمنية، ونحو 100 في السعودية. وهذا ليس مقبولاً».
ويأتي كلام الجبير في وقت أكدت الأمم المتحدة أن اليمن يمر بأسوأ كارثة إنسانية في العالم، وأكد مسؤولون أمميون أن معظم إصابات المدنيين في الحرب في اليمن كانت نتيجة غارات «التحالف» الذي تقوده السعودية.
(العربي)
خليك معنا