اغتال مسلحون مجهولون، صباح اليوم الجمعة، الداعية الإسلامي عيدروس بن سميط، في مدينة تريم جنوب اليمن.
وقال سكان المنطقة إن مسلحين يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم «القاعدة»، هاجموا منزل الداعية الإسلامي عيدروس بن سميط، وأطلقوا وابلاً من الرصاص عليه عندما كان يصلي صلاة الضحى، قبل أن يلوذوا بالفرار.
مصادر «العربي» أوضحت أن «المسلحين جاءوا الى بيت عيدروس بحجة أنهم يريدونه أن يقرأ عليهم، فطلب منهم الانتظار حتى يصلي الضحى، وما إن بدأ في ركوعه أطلق عليه القاتل رصاصته الغادرة، ليتوفى على سجادة صلاته».
وتشهد بعض المدن الجنوبية وفي مقدمتها مدينة عدن، اغتيالات كثيرة تطال أئمة المساجد وخطبائها.
لن أقيم خطبتي الجمعة
قال إمام مسجد «إبن عباس» في مديرية المعلا التابعة لمدينة عدن، الشيخ حسين الصوفي، في وقت سابق: «لن أقيم خطبتي وصلاة الجمعة القادمة نظراً لاستهداف خطباء المساجد، وللظروف الأمنية التي تشهدها المدينة»، مؤكداً أمام المصلين أنه «يريد أن يخطب في الناس، ولكن الوضع الأمني أجبره على ذلك».
وكان مسلحون مجهولون قد اغتالوا الشهر الماضي الشيخ شوقي كمادي، إمام وخطيب مسجد الثوار بمديرية المعلا، و25 إماماً في الأشهر الماضية.
غادروا المدينة
وحدثت غالبية الاغتيالات بعبوات ومسدسات كاتمة للصوت قرب مساجد الخطباء أو منازلهم في مختلف مديريات المدينة، الأمر الذي جعل أئمة المساجد وخطبائها بشكل خاص تحت دائرة النار.
وقال مصلون «إن العشرات من خطباء وأئمة المساجد في مديرية المنصورة، والشيخ عثمان، وإنماء، وكريتر، غادروا مساجدهم واتجهوا إلى قراهم في الريف أو خارج البلاد، بعد موجة الاغتيالات التي طالت رفاقهم».
إمام أحد المساجد في مديرية كريتر، الشيخ محسن، غادر المسجد والمدينة بعدما استبعد من المنبر، واتجه إلى المنطقة التي جاء منها قبل 23 عاماً، وهو رفض تحديد منطقته والإدلاء بأي تصريح خشية الملاحقة والاغتيال.
وحمل المصلون أجهزة الأمن في عدن، المدعومة من الإمارات العربية المتحدة ووزارة الأوقاف والإرشاد، مسؤولية ما يحدث لأئمة المساجد كونها المسؤولة عن تأمينهم واستبعادهم.
تساؤلات
وتدور تساؤلات كثيرة في مدينة عدن عن هوية من يقف وراء هذه الاغتيالات، وما الهدف من ذلك، لكنها لم تجد أي إجابة مقنعة.
محمد عبدالله البالغ من العمر 27 عاماً وأحد أبناء هذه المدينة، يتساءل عن هوية المسؤول الذي يقف وراء اغتيال أئمة المساجد وخطبائها، ولماذا إدارة أمن عدن التي يديرها شلال علي شائع، الموالي للقوات الإماراتية، لم يصدر منه أي تصريح أو بيان حول الاغتيالات.
وأضاف عبدالله «للأسف، عمليات اغتيال أئمة المساجد تتم بشكل مستمر وأمام السكان، ما يدل على أن الأمن في عدن سيء نوعا ما».
التيار المستهدف
وتستهدف الاغتيالات على وجه الخصوص الدعاة المحسوبين على السلفية الوسطية المعتدلة، وهي معروفة في اليمن من خلال تياري «الإحسان» و«الحكمة».
وقال المواطن «ع. م.» البالغ من العمر 38 عاماً، «إن هناك طرفاً معيناً من الأطراف المتصارعة على كرسي الحكم أو السلطة، لا أريد أن أفصح عنه، يحاول أن يرعب الأطراف الأخرى، ويحاول أن يثبت وجوده»، مضيفاً «من حق التيار السلفي المعتدل أن يبقى على الساحة، ولا يجوز للتيار أو الطرف الآخر أن يصفي علماء التيار السلفي المعتدل».
وقال محللون سياسيون «إن من يقف وراء هذه الاغتيالات هو طرف من الأطراف التي تعرفها الحكومة الشرعية وقيادات متواجدة بالحكومة اليمنية، ومدعومة من أعضاء موجودة بالتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية».
تسيس خطبتي الجمعة
يسعى الخطباء المعينين حديثاً إلى تشويه سمعة المذاهب التقليدية في اليمن، كـ«الشافعية والصوفية والزيدية» وتلميع المذاهب المتشددة الطارئة على البيئة اليمنية. وتمتد عملية الاغتيالات التي تطال أئمة المساجد وخطبائها إلى مدن جنوبية أخرى كمدينة تريم والمهرة.
خليك معنا