يحشتد الجنوبيون غداً الجمعة في مدينة عدن ، حيث دعا الحراك الجنوبي الى التوافد احياءا لذكرى 7يوليو ، لكن الحشد الذي ينوي الحركيون تنظيمه قد انقسم حول نفسه بعد دعوتين مختلفتين تلقاهما ابناء الجنوب من قيادات الحراك بقطبيه الموالي لهادي والمعارض له .
الصورة في عدن هذا العام ازدادت انقساماً عما سبق،واتسع الشرخ بين شركاء التحالف لعودة الشرعية قبل انقسام التحالف ذاته،لكن المشهد الوحيد الثابت منذ عام مضى هو مشهد الاغتيالات والانفلات الامني في جنوب اليمن،اضافة الى مشهد غياب الخدمات التي يحتاجها المواطن البسيط فلا كهرباء ولامياه ولا..،..الخ فكلها كانت مجرد وعود لا غير،تلاشت مع الايام.
عدن صورة لتناقض الولاء والانتماء
مصادر اعلامية جنوبية افادت الى أنتشار قوات أمنية بالقرب من موقعين ينوي الحراك الجنوبي إقامة فعاليتين مزدوجتين فيهما ،غدًا، الاولى هي ساحة العروض والاخرى في شارع المعلا الرئيسي شرقي وجنوبي مدينة عدن.
وشوهدت مركبات عسكرية وجنود أمن في ميدان الإحتفالات شرق عدن حيث يستعد حلفاء الرئيس “عبدربه منصور هادي” من الحراك الجنوبي إقامة فعالية جماهيرية في ذكرى 7يوليو.
وليس ببعيد عن ميدان هادي تنتشر في شارع المعلا،قوات راجلة عند مدخل الشارع الشهير للحماية والتفتيش لمنافذ الدخول.
الحشدين الذي ينوي الحراكيون جمعهما يعكس الانقسام الحاصل داخل جنوب اليمن ،فيما يراها متابعون الحادثة الأولى جنوبًا ،بعد دخول التحالف الذي تقوده السعودية والتدخل الاماراتي المفرط في اليمن منذ نهاية مارس 2015م.
مراقبون ابدوا تخوفهم من الانقسام الحاصل في عدن ،قبل وبعد الفعالية المرتقبة غداً ، معللين ذلك الخوف الى ما مر به الجنوب في الماضي القريب، عندما انقسم الجنوبيين الى فريقين فيما عرف بالطغمة والزمرة، واحداث يناير 86من القرن الماضي. وسيعسى الفريقان المنقسمان الى اظهار قدراتهم في حشد المؤيدين والمناصرين داخل عدن، عدا عن استعراض قدرات النفوذ والسيطرة على الارض.
وفيما يترقب قيادات القطبين المؤيد والمناهض للشرعية ،وهما المتناقضان ايضا في الولاء للإمارات او المناهض لها، دارت اشتباكات مسلحة بين فصيلين مسلحيّن بمحافظة عدن، على خلفية تنازع على التواجد قرب استاذ رياضي.
مصادر صحفية افادت ان اشتباكات بأسلحة متوسطة وخفيفة دارت بين مسلحين من عناصر المقاومة الجنوبية والحزام الأمني الموالي للإمارات، قرب استاد 22 مايو الرياضي، شرق حي الممدارة بمديرية الشيخ عثمان ،واستمرت نصف ساعة.
وحسب “عدن الغد” اندلعت الاشتباكات على خلفية اصرار كل طرف السيطرة على المعلب، الذي ما يزال خارج الجاهزية جراء تعرضه للقصف في العام 2015.
و يسيطر مسلحون من عناصر المقاومة موالون لـ”هادي” على استاد 22 مايو، في حين يتولى أمن المنطقة المحيطة عناصر الحزام الأمني، التي تحاول منذ نخو اسبوعين السيطرة على المعلب.
هل يكون لعودة الغايب اثر؟
عودة قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي بعد طول الغياب لم تحد من انقسام الشارع الجنوبي بل ربما فاقمت الخلاف ،حسب مراقبين.
مصادر محلية تؤكد ان هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي بدات عقد جلسات اعمالها في مقرها الدائم بالعاصمة عدن برئاسة اللواء عيدروس الزُبيدي ،لكن الجلسات لم تتطرق لما يدور في الشارع الجنوبي، بل يتم مناقشة جدول اعمال المجلس والادبيات المُنظمة لعمله واقر اتجاهات وخطة عمل هيئة الرئاسة للفترة القادمة بما في ذلك استكمال تشكيل فروع المجلس بالمحافظات وهيئاته المركزية.
منشور بن دغر
استبق رئيس حكومة الشرعية احمد بن دغر موقعة الجمعه ، مخيراً في مشور له على صفحته في الفيسبوك ، الجنوبيين بين الرضى بالرئيس هادي او انتظار عودة الحوثي الى عدن.
بن دغر المحاصر داخل قصر المعاشيق كتب مقالة اختار لها عنوانا لافتاً “حافظوا على عبدربه أو ابشروا بعبدالملك” في تهديد صريح للحراك الجنوبي بأن رفض هادي سيكون البديل هو الحوثي.
ووجه بن دغر خطابه الى قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الزبيدي فور عودتهم امس الى مدينة عدن قائلاً:”أما وقد عدتم، فقد أصبحت أمامكم مسؤولية وطنية، ولاعتبارات كثيرة، أنتم شركاء في الإحتفاظ بحالة الإستقرار في عدن، لا يمكن لأحد ملك السلاح والمال والرجال والدعم أن يتهرب من مسؤولية الحفاظ على الأمن، الكل يغدو في هذا الظرف الحرج وربما المتفجر مسؤولاً أمام مواطني عدن”.
عدن .. حديث السجون السرية
بات الحديث عن المعتقلات السرية حديث الشارع الجنوبي الذي صُدم بتحقيق نشرته وكالة أسوشيتد برس الامريكية كشف فيه عن سجون سرية في اليمن تديرها الإمارات، يتعرض المعتقلون فيها لعمليات تعذيب يوميا، تصل أحيانا إلى “شواء السجين على النار” وتحدثت عن عمل محققين عسكريين أميركيين في تلك السجون.
ووجه نواب بارزون في الكونجرس الأمريكى رسالة إلى وزير الدفاع جيمس ماتيس لمطالبته بإجراء تحقيق فوري في التقارير المنشورة بشأن السجون السرية لتعذيب المعتقلين باليمن، وطالب النائبان الجمهوري جون ماكين والديمقراطي جاك ريد بالكشف عن المعلومات التي يملكها البنتاغون بهذا الصدد.
منظمة هيومن رايتس ووتش بدورها اشارت الى تورط القوات الاماراتية في جنوب اليمن بمشاركة ودعم لقوات يمنية موالية لها بالاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري لعشرات الأشخاص خلال عمليات أمنية.
وأشارت المنظمة إلى أن الإمارات تدير مركزيْ احتجاز غير رسميين على الأقل، وأكدت أنها وثقت حالات 49 شخصا -من بينهم أربعة أطفال- تعرضوا للاحتجاز التعسفي أو الإخفاء القسري بمحافظتي عدن وحضرموت العام الماضي، وأن قوات أمنية مدعومة من الإمارات اعتقلت أو احتجزت 38 منهم على الأقل.