الصباح اليمني_فلسطين
أطلقت المقاومة الفلسطينية، مساء الثلاثاء، عددا من الصواريخ على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، بالتزامن مع مراسم اتفاق التطبيع بين الاحتلال والإمارات والبحرين بالبيت الأبيض.
وذكر الناطق باسم جيش الاحتلال أنه تم رصد إطلاق صاروخين من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، واعترضت القبة الحديدية صاروخا واحدا.
فيما ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن صواريخ انطلقت من قطاع غزة، أصابت متجرا في مدينة أسدود المحتلة.
وأشارت إلى أن 13 مستوطنا أصيبوا بجروح، أحدهم بحالة متوسطة إلى خطيرة جراء سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة.
نددت القوى والفصائل الفلسطينية، مساء الثلاثاء، بتوقيع اتفاقية التطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي والإمارات والبحرين في البيت الأبيض.
وشددت حركة فتح على أن اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال هي إعلان حرب على القيادة والشعب الفلسطينيين.
وقال القيادي في حركة فتح، فايز أبو عيطة، إن “اتفاقيات التطبيع هزيمة وانكسار للإمارات والبحرين”.
وأضاف أبو عطية نائب أمين سر المجلس الثوري، أن “ما جرى اليوم، مؤلم ومحزن جدا، ولحظات قاسية وصعبة مرت على كل أبناء شعبنا الفلسطيني، وعلى كل أحرار الأمة العربية والإسلامية، وهم يرون هذا الانكسار العربي وهذه الهزيمة، من الإمارات والبحرين، عبر توقيعهم على اتفاق ذل دون أي مقابل، مع الاحتلال”.
ولفت أبو عيطة، إلى أن “توقيع اتفاقيات التطبيع، جاء في أسوأ الظروف وفي الوقت الذي تتعاظم فيه معركة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال من جهة، ومع الولايات المتحدة من الجهة الأخرى، بعد الإعلان الإسرائيلي-الأمريكي، بأن القدس المحتلة عاصمة أبدية للاحتلال”.
ونوه إلى أنه “مع تصاعد درجة الاشتباك مع الاحتلال، جاءت هذه الطعنة الإماراتية البحرينية من الخلف لشعبنا، ونحن هنا لا نستطيع بكل العبارات، أن نعبر عما يجول في دواخلنا من ألم وحزن عميق، وإحباط شديد جراء هذه الهزيمة النكراء التي جلبتها أبوظبي والمنامة”.
وقال: “ما جرى، خذلان للشعب والقيادية الفلسطينيين، وللأمة العربية والإسلامية، خذلان للمسجد الأقصى، خذلان للعروبة والكرامة والقيم وللأخلاق والوطنية”، مضيفا: “هم تجاوزوا كل الخطوط الحمراء بهذه الوقاحة، دون أن يرمش لهم جفن، يوقعون اتفاقيات العار مع الاحتلال”.
وأكد القيادي بفتح، أن كلا من الإمارات والبحرين، “قرروا الانحياز لصالح الولايات المتحدة ولصالح الموقف الإسرائيلي في الحرب على الشعب الفلسطيني”.
ونبه أنه “رغم هذا الخذلان والانكسار، إلا أننا على ثقة أن النصر حليف شعبنا الذي سيواصل معركته مع الاحتلال الإسرائيلي ومع الإدارة الأمريكية”، مؤكدا أن “اتفاقيات السلام الوهمية التي وقعت اليوم، لن تصنع السلام، ولن تتمكن البحرين ولا الإمارات ولا حتى واشنطن، من صناعة السلام أو تقديم الأمن لإسرائيل”.
وأوضح أبو عيطة، أن “الشعب الفلسطيني هو من يمتلك مفتاح السلام والحرب في المنطقة، وبالتالي لا سلم ولا حرب في المنطقة إلا بإرادة الشعب الفلسطيني، الذي لن يكل ولن يمل رغم هذه الطعنات من مواصلة طريقه نحو تحقيق أهدافه المشروعة بالحرية والانعتاق من الاحتلال، وتقرير مصيره وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس”.
الرئاسة الفلسطينية: ما جرى في البيت الأبيض لن يحقق السلام في المنطقة
وقالت الرئاسة الفلسطينية، إن “كل ما جرى في البيت الأبيض اليوم الثلاثاء، من توقيع اتفاقيات بين دولة الإمارات ومملكة البحرين وسلطة الاحتلال الإسرائيلي لن يحقق السلام في المنطقة، طالما لم تقر الولايات المتحدة الأمريكية وسلطة الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والمتواصلة على حدود الرابع من حزيران 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين طبقا للقرار 194”.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية، وفق بيان أصدرته، أنها “لم ولن تفوض أحدا بالحديث باسم الشعب الفلسطيني ونيابة عن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”.
وأضافت: “إن المشكلة الأساسية ليست بين الدول التي وقعت الاتفاقيات وسلطة الاحتلال الإسرائيلي، ولكن مع الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال”.
وحذرت القيادة، من جديد بأنه لن يتحقق سلام أو أمن أو استقرار لأحد في المنطقة، دون إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة كما تنص عليها قرارات الشرعية الدولية”.
كما حذرت من أن “محاولات تجاوز الشعب الفلسطيني وقيادته المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية سيكون له تداعيات خطيرة تتحمل الإدارة الأمريكية وسلطة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عنها”.
وأكد المجلس الوطني الفلسطيني أن اتفاقات التطبيع الإماراتية والبحرينية مع الاحتلال التي تم توقيعها اليوم، لا تمثل الموقف الشعبي العربي، خاصة في البحرين والإمارات، ولن تحقق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، وأن مفتاح الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط هو حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه.
وشدد المجلس الوطني، في بيان أصدره مساء الثلاثاء بعد توقيع اتفاقيتي التطبيع، إلى أن الدول العربية التي وقعت تلك الاتفاقات شرّعت بأن القدس المحتلة عاصمة للاحتلال بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، وصادقت على “صفقة القرن” الأمريكية.
وتابع: “إن الخطر الحقيقي الذي يهدد الأمن القومي العربي والقضية الفلسطينية هو الاحتلال الإسرائيلي، الذي يحاول تصفية حقوقنا الوطنية في العودة والدولة وعاصمتها القدس”.
وأضاف أن الأوهام والتبريرات التي يتم تسويقها للإقدام على هذه الخطوة المرفوضة من كل أحرار العرب، لن تُبرئ أصحابها من النتائج الكارثية على مستقبل الأمة العربية وأجيالها القادمة.
وقال إن الاحتلال لم يخف أطماعه في تنفيذ مخططاته وتكريس نفوذه الاستعماري التوسعي ليس في فلسطين فحسب بل في المنطقة العربية وإدامة الصراع البيني العربي، والسيطرة على ثرواتها ومصادرها الطبيعية التي يجب أن ينعم بها أبناء أمتنا العربية.
وأفاد المجلس بأن “الرابح من هذه الاتفاقات هما الاحتلال الإسرائيلي وإدارة ترامب التي تمكّن رئيسها من استغلال فرقة العرب ووهنهم وخداع البعض منهم لتحقيق أهدافه، لتحسين فرص نجاحه في انتخابات الرئاسة القادمة”.
وجدد تأكيده على أن هذه الاتفاقيات لن تفت في عضد شعبنا وقيادته، ولن تنال من عزيمته وإرادته في مواجهة كل تلك الضغوط ومحاولات فرض الحصار السياسي، بعدما فشلت إدارة ترامب في تحقيق أهدافها من خلال الحصار المالي والعقوبات الاقتصادية.
من جهته، قال الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع في تصريحات صحفية، إن “اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال لن تمنحه أي شرعية على شبر واحد من أرضنا وشعبنا سيدوسها تحت أقدامه ويواصل نضاله ضد الاحتلال الصهيوني حتى التحرير”.
وأكد أن الشعب الفلسطيني “لن يلتفت إلى اتفاقيات العار مع الاحتلال الصهيوني وكل محاولات شرعنة الاحتلال على أرضنا ستبوء بالفشل ولن يكتب لها النجاح”.
وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الإعلان الرسمي عن تطبيع العلاقات الإماراتية والبحرينية مع الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم في البيت الأبيض هو يوم أسود.
وأضافت في بيان أنه “يوم سقوط لنظامي الإمارات والبحرين في وحل الخيانة، وسقوط الكثير من المفاهيم والمصطلحات سيكون لها نتائجها الخطيرة على الوضع العربي والقضية الفلسطينية”.
وتابعت الجبهة: “إنّ الإعلان الرسمي عن تطبيع العلاقات بين كلٍ من نظامي الإمارات والبحرين لم يجر تنفيذه بين ليلةٍ وضحاها بل تم الإعداد والتهيئة والتخطيط له عبر سنوات لتحقيق أهداف استراتيجية كبرى تسعى الإدارة الأمريكية ولا زالت لتحقيقها منها محاولة إسقاط كل أسس ومفاهيم القومية والقضية الفلسطينية من الذاكرة والعقل العربي لخلق واقعٍ عربي جديد يتيح للإدارة الأمريكية السيطرة المباشرة على منابع النفط والاحتياطي، ولتقوية موقع الكيان الصهيوني اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا وأمنيًا، وتهديد البلدان والقوى المناهضة للمخططات الأمريكية ما يضع أمتنا العربية أمام اختبارٍ حقيقي لوقف حالة الانحدار وأيّة محاولات جديدة لتقطيع أوصالها”.
وأشارت إلى أن “التوقيع الرسمي على اتفاقيات سلام بين نظامي الإمارات والبحرين مع الكيان الصهيوني محاولة من الإدارة الأمريكية لتعبيد الطريق أمام عملية تطبيع عربية رسمية وشاملة مع “إسرائيل” وإزالة كل العوائق التي تقف في وجه هذا المخطط، وإزاحة أهم العقبات الأساسية في وجه التطبيع والتعايش مع “إسرائيل” على طريق تصفية القضية الفلسطينية، وإسقاط أي فكرٍ مقاوم، لتكريس الهيمنة الأمريكية وتقوية النفوذ والتواجد الصهيوني في المنطقة”.
وقالت الجبهة: “إنّنا اليوم أمام لحظات فاصلة ومنعطف خطير اختارت فيه بعض الأنظمة العربية أن تصبح عرابًا لتكريس المصالح الأمريكية والصهيونية بالمنطقة، متوهمةً أنّ الولايات المتحدة من خلال هذه الاتفاقيات ستكون حليفة لها إذا ما تم توثيق العلاقة معها، فهذه الأوهام يدحضها الواقع المشخّص كل يوم وما أدت به اتفاقيات كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة من تداعياتٍ كارثية، فهي لا تنظر لهذه الأنظمة كحلفاء بل مجرد قوى تابعة وعميلة مطلوب منها تنفيذ الاستراتيجية الأمريكية بشكلٍ كاملٍ”.
واستدركت الجبهة بالقول: “رغم ذلك وإن نجحت اليوم الإدارة الأمريكية في تركيع وإسقاط بعض الأنظمة العربية الرسمية في وحل العمالة والخيانة والتطبيع، فالشعوب العربية لا زالت ترفض التطبيع وتلفظ الكيان الصهيوني ومستمرة في مقاومته وتحمل في طيات رفضها عوامل نهوض وانفجار، يمكن استثمارها وتحويلها إلى فرص تعمل على تعزيز الرفض الشعبي وتوسيع رقعة مقاومة التواجد الأمريكي الصهيوني في المنطقة”.
خليك معنا