الصباح اليمني_منوعات|
السمنة ومرض السكري من النوع الثاني هما من أكبر التحديات الصحية في العالم. ولكن هناك أمل جديد لملايين المصابين بهذه الأمراض، فقد تم ابتكار عقار جديد يسمى “تيرزيباتيد”، يمكنه خفض مستوى السكر في الدم وتنظيم الشهية وإنقاص الوزن بفعالية عالية.
“تيرزيباتيد” هو عقار قابل للحقن يُعطى مرة واحدة في الأسبوع، وهو مخصص لعلاج مرضى السكري من النوع الثاني، الذين لا يستطيعون التحكم في مستوى الغلوكوز في دمهم بشكل جيد بالأدوية المتاحة حاليًا. وقد تمت الموافقة على استخدامه في المملكة المتحدة، ومن المتوقع أن يكون متاحًا للوصفة الطبية بحلول عام 2024.
“تيرزيباتيد” يعمل بطريقة فريدة من نوعها، فهو يحاكي تأثير هرمونين طبيعيين يفرزان في الأمعاء بعد تناول الطعام، وهما GLP-1 وGIP. هذان الهرمونان يؤثران على عدة أجهزة في الجسم، مثل البنكرياس والمعدة والدماغ، لتحسين استجابة الجسم للأنسولين، وخفض نسبة الغلوكوز في الدم، وإبطاء إفراغ المعدة، وخفض شهية الطعام. وبالتالي، يساعد “تيرزيباتيد” على تحسين صحة مرضى السكري، والحد من خطر حدوث مضاعفات خطيرة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.
ولكن ما يجعل “تيرزيباتيد” متميزًا عن باقي أدوية السكري، هو قدرته على إحداث فقدان كبير للوزن. فقد أظهرت دراسات سريرية أجريت على آلاف المشاركين، أن “تيرزيباتيد” كان أفضل من أشهر عقار للسكري (سيماغلوتيد) في خفض مستوى السكر في الدم وتحقيق أهداف العلاج. وأهم ما في ذلك، أن “تيرزيباتيد” أدى إلى فقدان متوسط للوزن يصل إلى 13%، بينما كان فقدان الوزن مع “سيماغلوتيد” حوالي 7% فقط.
هذا يعني أن “تيرزيباتيد” يمكن أن يكون علاجًا فعالًا للسمنة، التي تعتبر عاملاً رئيسيًا في تطور مرض السكري من النوع الثاني. وقد أظهرت الأبحاث أن خفض الوزن بنسبة 10% يمكن أن يحسن بشكل كبير من صحة مرضى السكري، ويقلل من خطر حدوث مشاكل صحية أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول والسكتة الدماغية.
“تيرزيباتيد” هو نتاج لسنوات من البحث والابتكار في مجال علاج مرض السكري. وهو يعتبر ثورة في هذا المجال، فهو يجمع بين فعالية عالية في التحكم في الغلوكوز وفقدان الوزن بشكل ملحوظ. وهو يمثل أملاً جديدًا لملايين المصابين بالسكري والسمنة، الذين يبحثون عن حلول صحية وآمنة.
خليك معنا