طالب المحلل السياسي عبد الباري عطوان التحالف العربي بفتح مطار صنعاء الدولي ،والبحث عن مخرج مقبول لدول الخليج قبل الازمة ،مؤكداً أن العناد لن يفيد التحالف وسيكون له نتائج كاريثية.
عطوان أشار الى ان نظرة التحالف العربي لحرب اليمن وسياساته خاطئة،وبحاجة الى مراجعة قبل فوات الاوان وتضخم خسائرة ،مضيفاً ان قاعدة التحالف الحوثي المؤتمري تتسع داخلياً وخارجياً بينما تتقلص شعبية هاديوانصاره كما بات نادر الذكرفي حرب تريد إعادته الى السلطة.
وفي تعليقه على حادثة مقتل أربعة جُنود إماراتيين نتيجة تحطّم طائرتهم المروحيّة في اليمن، يرى عطوان ان هذا مؤشر يُوحي أن الحرب في اليمن بدأت تدخل مرحلةً جديدةً من التّصعيد ومن جانب التّحالف الحوثي المُؤتمري هذه المرّة، خاصّةً أن تحطّم هذه المروحيّة تزامن على استهداف بارجةٍ حربيّةٍ إماراتية في المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر بصواريخ أطلقها زورق صغير يُعتقد أنه تابعٌ للحوثيين.
ويضيف عطوان أن هناك تركيزًا مُتعمّدًا على استهداف الطائرات والبوارج الحربية الإماراتية، ربّما بسبب دور الإمارات المُهيمن على جنوب اليمن، وهذا لا يعني أن القوّات السعودية خاصّةً في الحُدود اليمنية الشمالية باتت في مأمن.
ويرى عطوان أنه “كلّما طال أمد الأزمة اليمنية، كلّما ازدادت قوّةً وفاعلية الطرف اليمني الذي تستهدفه “عاصفة الحزم” وطائراتها وصواريخها، وعلى عكس ما كان يُخطّط له التحالف العربي وجِنرالاته وسياسييه، ومن الواضح أنه بعد عامين ونصف العام نجح التحالف الحوثي الصالحي ليس في امتصاص الصّدمة، والتعايش مع القَصف فقط، وإنّما أيضًا في توسيع دائرة الهُجوم، سواء بالتصدّي لطائرات وبوارج التحالف، أو بالتوغّل في عُمق الأراضي السعودية الجَنوبية”.
وبخصوص استدعاء قوات التدخل السريع السودانية الى اليمن يقول عطوان ان ذلك “يَكشف عن أزمة حقيقيّة في صُفوف هذا التّحالف، ونقصًا في العُنصر البشري المُقاتل على الأرض” مضيفاً”لا نعتقد أن هذه القوّات السودانية ستُعدّل الكفّة، وربّما يُعطي وجودها نتائج عكسيّة في ميادين القِتال، وعلى الحُكومة نفسها التي زجّت بها في آتون المعارك، وعرّضتها لاتهامات مُتعدّدة بـ”الارتزاق” من هذهِ الحرب، الأمر الذي قد يُلحق إساءةً كبيرةً بسُمعة المؤسّسة العسكرية السودانية وهَيبتها”.
ويشير عطوان الى” أن إرسال قوّات التدخّل السريع السودانية إلى اليمن، يُؤكّد أن خَمسة آلاف جندي سوداني جرى إرسالهم مُنذ بداية الأزمة يتردّدون في القِتال ضد أشقائهم اليمنيين، ويُفضّلون الوقوف في المواقع الخلفية، ويُطالب بعضهم بالعودة أحياء إلى بلادهم وليس في توابيت، وهذا ما قد يُفسّر إرسال القوّات السودانية “النَخبوية” في الجيش السوداني إلى اليمن بطلبٍ سُعودي”.
ويختتم عطوان قراءته للوضع بالقول ان”إغلاق مطار صنعاء من قِبل التحالف وتهديد الملاحة فيه في وقت الإجازات الصيفية، ودون أي مُبرّر أخلاقي أو قانوني، يَرتقي إلى مَستوى جرائم الحرب، والقرصنة الجوية، والتعمّد في إذلال المدنيين اليمنيين، وتحويل حياتهم إلى جحيم، حتى أن المَبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ المُتّهم بالتواطؤ مع التحالف السعودي، خَرج عن طَوره، وبات يُطالب علانيّةً بفتح مطار صنعاء، ويَرفض المطالب السعودية باشتراط إشراف الأمم المتحدة على المطار قبل تحقيق هذه المطالب”.