يوما بعد اخر يتزايد الاحتقان بالشارع الجنوبي في ظل تحشييد واستثارة العواطف من قبل المتصارعين داخل مدينة عدن وفيما تتصاعد بيانات التنديد والتأييد لقرارات هادي تتجهز عدن لاستقبال حشود شعبية مؤيدة للمحافظ المقال اللواء عيدروس الزبيدي الذي يبدو اليوم في أوج قوته ، وعلى النقيض يتراجع حضور سلطات الشرعية في المحافظات الجنوبية ويتلاشى وسط انباء عن وساطات ترسلها المملكة العربية السعودية لوقف حملات التصعيد ضد هادي مقابل التراجع عن قرار الإقالة ، وهو ما أستدعى تأخير وصول المحافظ الجديد عبدالعزيز المفلحي الى عدن والذي كان مقرراً وصوله اليوم رغم ادائه اليمين الدستورية .
وفي ظل الضعف الذي باتت عليه حكومة الشرعية بحسب مهتمين وعجزها عن تدارك الموقف ،تتسارع الاحداث في الشارع الجنوبي سياسيا وأمنياً، فخلال الساعات الماضية اعترض مسلحون موكب العميد سند الرهوة قائد اللواء الاول حماية رئاسية في منطقة الحسوة واطلقوا عليه وابلا من الرصاص، ما تسبب في مقتل احد أقاربه، واصابة أخرين.
يأتي ذلك في ظل انتشار كثيف لقوات الحزام الامني والفصيل الحراكي الموالي للإمارات والتي اشتبكت مرارا مع قوات الحماية الرئاسية الموالية للرئيس هادي وحزب الاصلاح .
الفصيل الحراكي بدوره يحشد مسلحيه من عدة محافظات جنوبية، فيما دعت ما تسمى باللجنة الشعبية لتظاهرة في محافظة عدن الخميس القادم، تقول أنباء ان الزبيدي سيحدد خلالها موقفه من قرار اقالته.
الى ذلك كشفت مصادر خاصة للصباح اليمني ان النقطة الامنية بالعلم شرق عدن أوقفت شحنة قناصة كانت محمله على متن حافلة نقل جماعي ،في طريقها الى عدن، في خطوة تصعيدية اخرى تنذر حسب مراقبين بانفجار الوضع الامني ،وربط مراقبون موعد دخول الشحنة إلى عدن مع استمرار توافد المشاركين في مليونية الخميس وهو ما يشير لوجود اطراف تسعى لتأجيج المواقف واشعال فتيل العنف في محافظة عدن.
وفي منطقة الوهط بلحج افادت انباء عن ضبط قوات الطوارئ التابعة للواء الأول (دعم وإسناد) مساء الاثنين منصة صواريخ كاتيوشا كانت مخزنة في احدى الاحواش التابعة لاحد الارهابين.
من جهة اخرى طالب ناشطون جنوبيون على مواقع التواصل الاجتماعي بمنع وصول مسيرة البطون الخاوية التي انطلقت من تعز صباح الاثنين صوب عدن للمطالبة بصرف المرتبات المتوقفة منذ سبعة اشهر عقب قرار نقل البنك المركزي الى عدن اواخر سبتمبر من العام الماضي.
الناشطون في عدن يرون ان المسيرة تتبع حزب الاصلاح وان المشاركون فيها يحملون اجندة تهدف لشق صف الحراك وافشال انتفاضة الشارع الجنوبي ضد هادي وحكومته ، هذا ما يستخلص من دعوات ناشطي الجنوب في صفحات اتلواصل الاجتماعي .
يأتي هذا بالتزامن مع عودة حملات ترحيل ابناء المحافظات الشمالية من قبل قوات الحزام الامني التي بدأت بترحيل باعة متجولين و(اصحاب بسطات خضار) في سوق المنصورة ، في ظاهرة كانت قد اختفت من الواجهة خلال الفترة الماضية بعد انتقادات لاذعة وجهتها منظمات دولية لسلطات الشرعية .
وتصاعدت حركة الاحتجاجات الشعبية في محافظات جنوب اليمن، رفضًا لقرار الرئيس هادي، كما صدرت بيانات كثيرة عن الاحزاب والتنظيمات والفصائل الحراكية تباينت بين مؤيدة ورافضة للقرار فيما التزم الزبيدي الصمت ، تاركا المجال لانصاره لتصدر الموقف،حسب مراقبين
:توازن القوى
خارطة القوى العسكرية جنوبي اليمن تبدو بحسب متابعين متوازنة ،لكن هناك من يرى ان كفة الغلبة لمناؤي هادي، حيث يمتلك الزبيدي لواء حماية عدن المتمركز في جبل حديد، والذي يبلغ قوامه خمسة آلاف مقاتل، إضافة إلى أربعة ألوية من قوات “الحزام الأمني” في مدينة عدن تخضع للشيخ السلفي هاني بن بريك، فضلاً عن قوات “الحزام الأمني” في لحج، وثلاثة ألوية من قوات “الحزام” في المخا، سيتم، بحسب مصادر، تعزيز القوات المتواجدة في عدن بها، علاوة على قوات الشرطة التي يقودها اللواء شلال علي شائع، وقوات عبد اللطيف السيد المتمركزة في أبين، فيما يمتلك طرف “الشرعية” قوات الحماية الرئاسية المكونة من أربعة ألوية تطوق عدن من دار سعد والمنصورة والبريقة وخور مكسر.
تداعيات إنفراط العقد:
مراقبون يعتبرون أن انفراط عقد التحالف بين “الشرعية” و”الحراك” قد يلقي بظلاله سلباً على سير المعارك في جبهات البقع والمخا التي يتواجد فيها مقاتلون جنوبيون، وهو ماتم بالفعل، حيث سيطرت قوات صنعاء على اربعة مواقع في جبهة موزع بعد انسحاب المقاومة الجنوبية منها، وفي السياق ذاته ، طالب الناطق باسم “المقاومة الجنوبية”، علي شايف الحريري، الجنوبيين بـ”العودة من جبهات الشمال، فقد انفض حلف الضرورة”، مشدداً على ضرورة “بسط السيادة على الجنوب وإغلاق المنافذ الحدودية والتعامل (على أساس) الند للند”..