الصباح اليمني_منوعات
يعد البكاء وسيلة أساسية للتواصل واستجابة طبيعية للعواطف لكن أحيانا يشعر البعض أن هذه الوسيلة معطلة لا تعمل، وذلك أنهم قد يشعرون برغبة شديدة في البكاء لكن مع عدم القدرة على سكب الدموع.
عمل العلماء جاهدين على تفسير تلك الظاهرة ووجدوا عدة عوامل تتحكم بالبكاء بين الهرمونات والقلق والاكتئاب والإرهاق، ونظرا لاختلاف الدرجات والمسببات فإنه يجب التعامل مع هذا الشعور بكل جدية.
العجز عن البكاء
الحزن هو من أهم تلك الأسباب لكن إلى أى مدى يؤثر هذا الشعور على صحة الإنسان، فالعجز عن البكاء مع عدم القدرة على الشعور بأي شيء آخر هو إشارة إنذار لمواجهة الإنسان لأشرس أنواع الاكتئاب، والتي تستدعي زيارة للطبيب فورا.
قد يظن البعض أن البكاء مجرد علامة من علامات الضعف، لكن الحقيقة أنه من أفضل الطرق والوسائل للترويح عن النفس وإعادة بناء المشاعر وتبديلها من الغضب والإحباط إلى عواطف أكثر اتزانا، بحسب موقع “سيكولوجي توداي”.
الكبت العاطفي
قد يمر الإنسان بتجارب قاسية سابقة يتعلم فيها أن البكاء غير مفيد، وربما تم بث رسالة نفسية له أن الرجال لا يبكون، وقد يبني ذلك حواجز نفسية دفينة في النفس تمنع من البكاء.
إن البكاء يصاحب الطفل منذ اللحظة الأولى لولادته، ولكن العديد من الأطفال يتعرضون للقمع من قبل الأسرة لدفعهم لكتم البكاء، وتتسع الدائرة خلال مراحل عمره لتشمل المدرسة والأصدقاء والمجتمع، حيث يشعر الطفل والمراهق أن البكاء سلوك غير لائق، فيخزن ذلك في وجدانه، ومن ثم يفشل في البكاء عند الحاجة، وإذا تسلل ذلك الشعور في النفس، قد يحول دون البكاء في الوقت المناسب، وربما يندفع الإنسان بالبكاء في مواقف غير مناسبة ولا تستدعي الحزن.
اترك العنان لدموعك
يطهر البكاء الجسم من بعض السموم، كما أنه يتخلص من الإجهاد الهرموني المفرط، ويسمح بإفراز هرمونات السعادة كالإندورفين والأكستوسين والتي تقلل الشعور بالألم الجسدي والنفسي، كما يسمح البكاء للجسم باستعادة توازنه والتخلص من الشعور بالعبء الثقيل.
وقد نشر موقع “هير واي” حيلا لاستدعاء البكاء، ومنها البصل الذي يملك القدرة على إنتاج الدموع، وكذلك فتح الجفون والتوقف عن الرمش حتى تستحضر الدموع.
كما ينصح بعض الخبراء بمشاهدة بعض الأفلام الدرامية لإثارة البكاء، ولكن مع التأكد أنها لا تزيد مشاعر الاكتئاب والحزن أيضا، ولكن تلك المحاولات قد تثير دموعك، ولكنها ربما لا تحرر مشاعرك.
وعليك أن تبحث عن موقف ما أحزنك من بداية تعرضك له، وتستدعي تفاصيله من ذاكرتك حتى تحث نفسك على البكاء.
كما أضاف الباحثون ضرورة اختيار مكان مناسب لا تجد فيه حرجا من ترك العنان لنفسك في حال شعرت بالرغبة في البكاء، الذي يعد في هذه الحال ضرورة علاجية وليست رفاهية.
قد تزيد الاضطرابات الهرمونية من صعوبة البكاء، والعديد من الأمراض العضوية المتعلقة بالصحة، إذ ربط العلماء بين الإجهاد المفرط وعدم القدرة على البكاء، وكذلك زيادة الشعور بالتوتر والقلق والاكتئاب واضطرابات النوم، ومن ثم العديد من المشكلات بسبب عدم أخذ قسط كاف من النوم يناسب الجهد المبذول.
ولذلك قبل التفتيش عن أسباب صحية يجب التأكد من ممارسة أسلوب حياة صحي بنوم منتظم وراحة متكافئة، وقد تتحرر حينها بالنوم الكافي كل المشاعر السلبية.
المصدر: الجزيرة, مواقع إلكترونية
خليك معنا