مضى عام ويدخل آخر ، وتستمر معه عربدة العدوان وغروره وفي المقابل يزداد اليمنيون ثباتاً وصموداً وهنا أصل الحكاية ..
عام وبضعة ايام منذ حُوّلت اليمن الى سجن كبير يضم ملايين البشر ، الذين كتب عليهم الموت إما بصواريخ وقنابل تحالف الشر أو بالموت جوعاً بلا دواء او غذاء .. حينها قرر اباطرة القتل والخراب إغلاق ما تبقى من شريان الحياة امام اليمنيين ، فكان الحظر الشامل الذي فرضه العدوان الأمريكي السعودي على الرحلات الجوية المدنية من وإلى مطار صنعاء الدولي بمثابة حكم اعدام جماعي بحقهم، حيث قضى قرابة 14 الف مواطن موتاً نتيجة حرمانهم من السفر للعلاج او الحصول على الدواء وهو رقم يوازي أو يفوق مثيله من ضحايا الضربات الجوية للعدوان.
جريمة الحظر الشامل من وإلى مطار صنعاء الدولي جاءت ختاماً لمرحلة سبقتها من التضييق على هذه الرحلات والقيود الغير قانونية التي فرضت عليها منذ بدء العدوان، حيث كانت الطائرات تجبر على الهبوط في مطار “بيشه” السعودي سيء الذكر بحجة التفتيش ،قبل ان يتم قطع اخر خيوط الامل امام المرضى وجرحى غارات العدوان للسفر للعلاج ، كما منع الاف من اقرانهم حق العودة الى اسرهم ،وتعرضوا لمضايقات وانتهاكات في البلدان التي كانوا فيها ،في انتهاك صارخ لمواثيق ومعاهدات الامم المتحدة وحقوق الانسان .
الحديث هنا يقف عاجزاً امام نقل المشهد المأساوي والمتفاقم، فالمجاعة وانتشار جائحة الكوليرا الغير مسبوقة ،وانعدام الادوية خاصة لذوي الامراض المزمنة كالسرطان والفشل الكلوي ، ناهيك عن خسائر اقتصادية يصعب حصرها نتيجة الحظر الاجرامي ،الا ان الامم المتحدة ومؤسساتها الحقوقية بقية عاجزة امام جرائم الابادة الجماعية ، بحق اليمنيين بل انها في كثير من الاحيان وبفعل المال الخليجي تنتصر للجلاد من الضحية.
تحالف العدوان راهن ومازال حتى اليوم يراهن على مطار صنعاء الدولي لاستخدامه كورقة ضغط على القوى الوطنية في الداخل ، واجبارهم نحو الاستسلام والخنوع ،بعد فشله عسكرياً على مدى عامين ونصف العام ، ليبدو اليوم أوهن وأضعف ، متخبطاً خشية الغرق في مستنقع اليمن الذي كان ومازال مقبرة للغزاة .