الصباح اليمني_ثقافة وهوية|
بعزيمة تقهر الجبال والتضاريس الجغرافية الصعبة والوعرة، وبذلٍ يقف أمامه العجز مقيدا ومذهولا، يواصل القائمون على مبادرة شق طريق (حمير-بني سهيل- المغارم-وادي السيد علوجة) بمحافظة ريمة، العمل في مشروعهم التعاوني التنموي للعام الثاني على التوالي، منجزين شريان حياة استراتيجي، في مناطق كان النسيان قد اسدل عليها الستار طوال العقود الماضية، حيث لا طرق لا وحدات صحية، لا مدراس لاتنمية..، ولا صوت يشير إلى وجود حياة سوى عواء الذئاب.
من منطقة (حميّر) بمديرية كسمة، بدأت مبادرة شق الطريق الذي يمر عبر عشرات العِزَل والقرى في المديرية، بطول 25 كيلو متر وبتكلفة تقدر ب 500 مليون ريال، وسيوصل عند اكتماله، إلى سوق منطقة (علوّجة) بعزلة وادي السيد، وهي نقطة فاصلة بين ثلاث مديريات( كسمة المغارمـ الجعفرية بني احمدـ الجبين قطو).
يستفيد من المشروع ما يقدَّر بنصف مليون مواطن، من أهالي المحافظة، بشكل مباشر وغير مباشر، بالإضافة إلى كونه سيقرب الوصول والتنقل بين ثلاث محافظات هي ريمة والحديدة وذمار، بحسب المسؤول الإعلامي للمبادرة، ماجد الأحمدي، في حديثه لـ”بناء”.
ويوضح الأحمدي، أن “لم يكن هنالك طريق في تلك المناطق بحقيقة الأمر سوى آثار لطريق فرعي ترابي، لا يزيد عرضه عن 3 أمتار، لا تتمكن السيارات من المرور فيه، حاليا تم شق 20 كيلو متر وبعرض يصل إلى 11 متر، وأصبحت جاهزة لزفلتتها، فيما نواصل العمل في الخمسة كيلو المتبقية في منطقة وادي السيد، وهو الجزء الأصعب من المشروع من الناحية الفنية والمادية، كون المنطقة ملتقى لتجمع سيول، ما اضطرنا إلى تغيير مسار الطريق إلى مسار بديل بين الصخور والآكام”.
جهود وصعوبات
وحول تكاليف المشروع ومصادر التمويل وأوجه مساهمة الأهالي، يشير الاعلامي ماجد الأحمدي، إلى أن ما بذل في المشروع إلى حد اللحظة “يتجاوز الـ300 ميلون ريال يمني، كان وما زال رئيس المبادرة الشيخ سلطان الجواد، من أكبر الداعمين والمساهمين والمتفانين من أجل إنجاح المشروع، وكذلك المدير التنفيذي للمبادرة الشيخ معمر المرخام، والشيخ فيصل القدوم، وكذلك الخيريين ومحبي التنمية من أبناء حمير وبني سهيل والمغارم وكل المناطق التي مر بها مشروع الطريق”.
وحول الصعوبات التي تواجههم بالعمل حاليا، يؤكد أن “إنجاز ما تبقى من المشروع يحتاج إلى دعم كبير، تقدر تكلفته بـ250 ألف ريال سعودي، أي ما يعادل (35 مليون ريال)، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنين، والتخاذل من بعض المتبرعين الذين لم يوفوا بالتزاماتهم المُعلَنة، واقتصار الدعم الحكومي على تقديم معدات بعد أكثر من عام على العمل، وغياب كلي لدور المنظمات والجمعيات، كل هذه العوامل تطرح التحدي المادي في صدارة الصعوبات التي تواجه المشروع”.
وينوّه إلى أن الطريق عند انتهائه سيكون جاهزا للزفلتة، داعيا السلطات والمنظمات إلى دعمه حتى يكتمل، وتبني مشروع زفلتته بعد شقه، وإتمام الجهود الجبارة التي بذلت بالشكل الذي يسهم بتخفيف المعاناة عن أهالي ريمة ويليق بهم.
خليك معناالمصدر: منصة بناء