كشفت صحيفة “الشرق” القطرية عن صفقة سعودية إماراتية جرى الاتفاق عليها مؤخراً لتسوية الخلاف بينهما فيما يتعلق بالملف اليمني، مشيرة الى ان الصفقة بدأ تطبيقها بإنسحاب القوات الإماراتية من مطار عدن الدولي، وتسليمه الى لواء المغاوير السعودي الذي وصل مؤخراً.
وأضافت الصحيفة أن من المتوقع انسحاب القوات الاماراتية تدريجيا من عدن، بموجب الصفقة ،مقابل تسلم القوات السعودية لادارة مدينة عدن ،حيث انتشرت في الاخيرة بالاضافة للمطار في قصر معاشيق الرئاسي وميناء عدن، بعد شكاوى عديدة من الشرعية بسبب ممارسات أبو ظبي وتقويضها لعملها ومنع الرئيس هادي من العودة إلى عدن.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية موالية للشرعية اليمنية القول بوجود ما أسمتها “صفقة سرية” بين الرياض وأبو ظبي، بحيث تسحب الأخيرة سيطرتها على عدن، مقابل ترك الفرصة أمامها للسيطرة على منابع النفط والغاز اليمني في شبوة وحضرموت، والساحل الغربي اليمني وباب المندب، وهو ما تريده الإمارات.
وتضيف الصحيفة عن مصادرها في الجنوب قولها :” أن تكرار شكاوى الشرعية اليمنية من تدخلات الإمارات في عملها بالعاصمة المؤقتة عدن، وتقييد حركتها ومنع دخول مسؤولي الشرعية إلا بإذنها، بما فيهم الرئيس هادي الذي منعت في وقت سابق طائرته من الهبوط في مطار عدن، دفع الرياض إلى مقايضة أبو ظبي من أجل الحفاظ على صورتها كقائد وهمي لتحالف إعادة الشرعية اليمنية، حيث تتحكم الإمارات في كل المناطق اليمنية المحررة”.
مشيرة “إلى أن هذه المقايضة تتضمن السماح للشرعية اليمنية بالعمل من العاصمة المؤقتة عدن، بحماية قوات سعودية نظرا لانعدام الثقة بينها وبين القوات الإماراتية وتصاعد الخلافات وظهورها إلى العلن مؤخرا، مقابل السماح لها بالسيطرة الكاملة والتحكم في المناطق النفطية والغازية اليمنية والملاحة الدولية في باب المندب، والجزر التي باتت تحت سيطرتها، مثل ميون التي أنشات فيها قاعدة عسكرية دون علم الحكومة الشرعية، وكذا سقطرى وغيرها”.
وفي ذات السياق ترى “الشرق” أن أبو ظبي في طريقها للتخلي عما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي، والذي أنشأته بغرض ابتزاز حكومة الشرعية، وفرض أجندتها”, متسائلة عن مصير قوات الحزام الأمني التي أنشأتها الإمارات وسلحتها بأسلحة حديثة ومتطورة، كقوة خارج سيطرة الشرعية ويقودها وزير الدولة المقال والسلفي المتطرف هاني بن بريك الموالي للإمارات. فهذه القوة تتحكم بمداخل عدن وتقوم بعمل الأمن داخل عاصمة الحكومة الشرعية المؤقتة، وتدير سجونًا سرية فيها مئات المختطفين والمخفيين قسريًا.