الصباح اليمني |ترجمة خاصة|
تمثل صفقة الأسلحة الموقعة بين الولايات المتحدة والمملكة السعودية منعطفا آخر لسياسة ترامب. ترامب الذي وصف السعودية خلال حملته الانتخابية الحكومة بأنهم مجموعة من الشواذ وقال إنهم “يقتلون النساء ويعاملون النساء بفظاعة”. كما اكد ترامب أن السعودية كانت وراء الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر. وطالب بفتح الوثائق ضدها وبدلا من متابعة هذا التصريح بعد أن أصبح رئيسا، وافق ترامب على تزويد قوات الدفاع السعودية بمزيد من الدبابات والطائرات والمروحيات والسفن والقنابل وغيرها من منظومات الأسلحة الأمريكية. والجانب الثاني الملحوظ من الاتفاق هو نطاقه الرسمي وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، لم يكن مبالغا فيه عندما وصف الصفقة بال “ضخمة”. وكما أوضح تيلرسون، فإنه يغطي خمس فئات واسعة: تحديث القوة الجوية؛ والدفاع الجوي والصارخي؛ وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب؛ والأمن البحري والساحلي؛ والاتصالات والأمن.
ولم يذكر تيلرسون، الذي كان مطلعا على دور المملكة السعودية منذ سنواته كمدير تنفيذي لشركة إكسون موبيل، أي من هذه الأمور في تصريحاته بشأن الصفقة. وبدلا من ذلك، قال إن بيع الأسلحة كان يهدف إلى مساعدة الرياض في مواجهة “النفوذ الإيراني الخبيث والتهديدات الإيرانية ذات الصلة التي تقع على حدود السعودية من جميع الجهات”. أحد هذه التهديدات، في رأي السعوديين، هم الحوثيون.
الحرب الأهلية في اليمن هي نزاع معقد، متأصل جزئيا في المنافسات القبلية والاختلافات الدينية والفصائل حكومة هادي ومعظم مؤيديها من المسلمين السنة، في حين أن الحوثيين شيعة. هناك أمران واضحان بما فيه الكفاية. إن الدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية وإيران لوكلاء كل منهما أدى إلى تكثيف الصراع. والظروف على الأرض تزداد سوءا. ولأن التحالف السعودي دمر الجسور الرئيسية والمطارات والموانئ، فإن العديد من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين تعاني من نقص شديد في إمدادات الغذاء والإمدادات الطبية. وقد ذكرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر قبل بضعة ايام “ان ما يقرب من 19 مليون شخص يعتمدون على المساعدات، وأن اليمن هو اكبر أزمة انسانية في العالم واليوم ن هو في قبضة تفشي الكوليرا”.
The New Yorker
خليك معنا