الصباح اليمني_السعودية
قال تقرر بصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية إن الولايات المتحدة تسارع لزيادة مبيعات النفط إلى الصين -أكبر سوق استهلاكية في العالم- وهو ما يشكل تحديا حقيقيا للمنتجين في الشرق الأوسط، وفي مقدمتهم السعودية.
ووفقا لشركة “فورتكسا” لتحليل البيانات النفطية، فإن الولايات المتحدة شكلت 7% من واردات الصين من النفط الخام بحلول منتصف سبتمبر، بعد أن كانت تمثل 0.4% فقط في يناير/كانون الثاني الماضي.
وخلال الفترة ذاتها، انخفضت حصة السعودية -أكبر مورد تقليدي للصين- من 19 إلى 15%، حسب الصحيفة الأميركية.
ووفقا لتقرير صحيفة وول ستريت جورنال فمن المتوقع أن تبلغ الصادرات الأميركية إلى الصين نحو 700 ألف برميل يوميا بنهاية أكتوبر.
ويقول التقرير الذي أعده -الكاتبين بينوا فوكون وكولين إيتون- إن موافقة الصين على زيادة وارداتها من النفط الخام الأميركي في وقت سابق هذا العام؛ تعد جزءا من صفقة أكبر تهدف إلى تخفيف التوترات التجارية المتزايدة بين القوتين العالميتين.
وكانت بكين وافقت في يناير/كانون الثاني الماضي على صفقة بقيمة 52.4 مليار دولار لتوريد النفط والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة بحلول نهاية عام 2021، لكن عمليات التصدير تأجلت بسبب تفشي وباء كوفيد-19، قبل أن تُستأنف في الآونة الأخيرة.
وبالمقابل فإنه مع بداية وصول الشحنات الأميركية الجديدة إلى الصين، خفضت السعودية أسعار نفطها الخام لعملائها في آسيا، كما لجأت إلى تخزين النفط في الداخل والخارج، بما في ذلك مستودعات بمصر وسنغافورة والصين حسب التقرير.
وقالت شركة “كايروس” المتخصصة في رصد التدفقات النفطية إن مخزونات النفط الخام المحلية السعودية ارتفعت بنسبة 7%، لتصل إلى 81 مليون برميل في أسبوعين بحلول 20 سبتمبر، وهو مستوى لم تشهده منذ يونيو.
ووفقا لبيانات “بترولوجيستيكس”، فإن السعودية لم تكن البلد الشرق الأوسطي الوحيد الذي تضررت صادراته النفطية إلى الصين، حيث انخفضت الشحنات من دول مجلس التعاون -عدا السعودية- بما لا يقل عن 400 ألف برميل يوميا، لتصل إلى 1.6 مليون برميل في سبتمبر.
وتنتهي صفقة النفط الأميركية الصينية بنهاية العام المقبل، لكنها تبقى مهددة بسبب احتمال تغير الإدارة الأميركية عقب الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، أو بسبب احتمال تغير موقف الرئيس دونالد ترامب إذا أعيد انتخابه، خاصة في ظل التوترات الاقتصادية والجيوسياسية الحالية بين البلدين، والضغوط التي مارستها إدارة ترامب مؤخرا على عمالقة التكنولوجيا الصينية مثل هواوي، وبايت دانس، الشركة المالكة لتطبيق منصة تيك توك.
لكن عددا من المحللين يرون أن الصين ستواصل على الأرجح عملية الشراء بعد أن أعادت تجهيز مصانعها لتخزين النفط الأميركي، وهو الأمر الذي سيعود بالنفع على الولايات المتحدة.
خليك معنا