شنت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية هجوماً لاذعاً على المملكة العربية السعودية، متهمةً إياها بشن “حرب تجويعٍ” على الشعب اليمني لاخضاعه واجباره الاستسلام لشروطها.
وحذرت الصحيفة في افتتاحيتها الخميس 16 نوفمبر 2017، من انه إذا لم تسمح السعودية فوراً بدخول الأغذية والأدوية من جميع الموانئ اليمنية، والسماح باستئناف الرحلات الجوية الى صنعاء وعدن، فإنه ووفقاً لمسؤول في الأمم المتحدة مارك لوكوك، سيعاني اليمن أكبر مجاعة في العالم وستؤدي إلى ملايين الضحايا.
وقالت الصحيفة إن السعودية شددت من حصارها الخانق ضد اليمن منذ الخامس من نوفمبر، بعد قصف مطار الملك خالد في الرياض بصاروخ باليستي، حيث فرضت حصاراً كبيراً على الموانئ اليمنية ولم تترك سوى بعض الموانئ التي يسيطر عليها حلفاءها، وهي ليست كافية لتوفير ما يحتاجه قرابة 7 ملايين يمني يواجهون شبح المجاعة.
ويشهد اليمن منذ ما يقرب ثلاثة أعوام، حرب لا هوادة فيها، ادت الى مقتل اكثر من 10 الاف شخص، معظمهم بسبب القصف السعودي الذي تنفذه الطائرات بدعم عسكري أمريكي. كما تسببت الحرب في انتشار وباء الكوليرا وإصابة قرابة 900 ألف يمني، في وقت يعتمد نحو 17 مليون يمني كلياً على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، كما تقول الصحيفة.
وبحسب الصحيفة، تقوم الأمم المتحدة بتفتيش السفن والطائرات التي تنقل الغذاء والدواء والوقود الحيوي إلى المدنيين اليمنيين الذين دمرتهم الحرب، وذلك بغرض التأكد من أن تلك الشحنات لا تحمل أسلحة.
وشددت الصحيفة في افتتاحيتها الى ان إعاقة المساعدات الإنسانية واستخدام المجاعة كسلاح هي جرائم حرب، ويجب على السعودية أن تدرك أن العالم بات يعلم ذلك.
ولفتت الصحيفة الى ان الكونغرس الأمريكي، أصدر الاثنين الماضي، قــراراً يندد باستهداف المدنيين اليمنيين، ويدعو جميع الأطراف المعنية إلى زيادة الجهود واتخاذ التدابير اللازمة والمناسبة لمنع وقوع إصابات بين المدنيين، وزيادة وصول المساعدات الإنسانية.
وشددت الصحيفة، بأن يكون هذا القرار تحذيراً لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي يعتزم توسيع نفوذ السعودية الإقليمي، فإذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدعمه بلا تحفظ، فإن المشرعين الأمريكيين لن يتسامحوا مع الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: “إن السبيل الوحيد لإنهاء الجحيم الذي يواجه الشعب اليمني هو أن يواصل الكونغرس والأمم المتحدة الضغط على جميع الأطراف من اجل التوصل إلى حل سياسي يقود اليمن الى بر الامان والاستقرار”.
خليك معنا