الصباح اليمني | ترجمة خاصة |
بما أن العراق تخلص أخيرا من قبضة داعش الدموي، فإنك تعتقد أن سياسة الولايات المتحدة ستنعكس عليها الدروس من قتل المدنيين الأبرياء وتدمير البنى التحتية الأساسية لأمة ما.
بدلا من ذلك، كثر استخدام الطائرات بدون طيار لاستهداف الإرهابيين بهم، وفتحت إدارة ترامب الباب أمام السعوديين لزيادة المذابح في اليمن.
وكما أدى غزو العراق في النهاية إلى تنظيم الدولة الإسلامية داعش، فان قتل اليمنيين الأبرياء دون سبب أخلاقي على الإطلاق هو توفير أداة تجنيد للمنظمات الإرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا. ومثلما كان الغزو العراقي يستند إلى ادعاء كاذب بأن العراق تمتلك أسلحة دمار شامله، فإن الحرب في اليمن يستند إلى حجة وهمية بأن الإيرانيين يدعمون الإرهاب في ذلك البلد.
في السنة الأولى والثانية من الصراع في اليمن، لم تتمكن الولايات المتحدة من الإشارة إلى أي دليل على تسلم الحوثيين اسلحة ايرانية في اليمن. ومع ذلك، انضمت الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى في مبيعات الأسلحة، والاستخبارات، وفرضت الحصار البحري على اليمن. وباع ترامب الأسلحة للسعوديين مؤخرا بقيمة 125 مليار دولار وكانت نتائج كل ذلك كارثية.
السعوديون لا يشنون حربا ضد الجنود الحوثيين فحسب. بل هم يقصفون المستشفيات والمدارس والعيادات الطبية وغيرها من الأماكن المدنية. وقد لجأ الحوثيون إلى مواجهة الحرب وتجنيد الأطفال، وفي الآونة الأخيرة، استخدموا أسلحة مهربة من إيران.
يذكر ان تعداد سكان اليمن يبلغ 25 مليون نسمة، وقد فقد 12 آلاف شخص حتى الآن في هذا الصراع.
وشهدنا أيضا انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان وأمراض، وما يقرب من نصف السكان في أزمة غذائية.
بالإضافة أصبح الوضع المأساوي في اليمن أشد حدة منذ تفشي الكوليرا مؤخرا. ويشكل نقص المرافق الصحية والمياه النظيفة والرعاية الطبية أرضا خصبة لانتشار المرض. هذا وقد أفادت منظمة الصحة العالمية ان الوباء الحالي أصاب 269،608 شخصا وأدى إلى وفاة أكثر من 1،600 شخص.
هذا العدد من الوفيات في اليمن بسبب الكوليرا أكبر من جميع الوفيات الناجمة عن الكوليرا في العالم في عام 2015 .
إن ذبح المدنيين، الفوضى، والإذلال اليومي في اليمن يخلق أداة توظيف مثالية لتوسيع المنظمات الإرهابية. يذكر ان القاعدة تعمل منذ فترة طويلة في اليمن. ومعروفة باسم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، هي تزيد من وجودها باستخدام الدهاء التكنولوجي وتعتبر الآن واحدة من أخطر جماعات القاعدة. وبالإضافة إلى ذلك، بدأت الدولة الإسلامية في جعل وجودها فعال في اليمن.
الدولة الإسلامية على وشك الهزيمة, لكن المحللين الأمريكيين، وآخرهم أشتون كارتر في مقالة نشرتها صحيفة واشنطن بوست، لا يزالون يتجاهلون كيف أن السياسات الأميركية خلقت نكسة الإرهاب وكيانات مثل داعش.
وفي اليمن، تكرر الولايات المتحدة نفس الأخطاء التي ارتكبتها في العراق. والنتائج ردود افعال إرهابية متكررة.
وإلى أن تتعلم الولايات المتحدة أن تكون علاقات أكثر إنسانية وتحاول مع الدكتاتوريين الفاسدين الذين لا يرحمون من أجل مصالحهم النفطية أو المصالح السلعية الأخرى، فإن هذه الدورة لن تنتهي أبدا.
Antiwar
خليك معنا