تطرقت صحيفة لونس أنجلوس تايمز الأمريكية في عددها الصادر الجمعة إلى الوضع في اليمن الذي مزقته الحرب و”حولته إلى بوتقة من المعاناة وسط نقص غذائي مدمر”.
وأشارت الصحيفة في تقرير أعده الصحفي نيبيه بولوس إلى معاناة السكان في اليمن وفقا لإحصائيات الامم المتحدة ،موضحة أن الحظر الشامل الذي يفرضه التحالف الذي تقوده السعودية أدى إلى توقف الاقتصاد، فيما يحمل ناشطون دوليون الغارات الجوية السعودية مسؤولية سقوط أكثر من 10 آلاف مدني وتدمير البنية التحتية الهشة بالفعل .
التقرير تضمن إتصالات ومقابلات مع عدد من المحللين والخبراء والناشطين حول ميناء الحديدة الذي تعتزم المملكة الهجوم عليه ،رغم تأكيد الامير السعودي محمد بن سلمان في مقابلة سابقة فقدان الحوثين لخطوط إمداد للسلاح أو أموال لشرائه .
وفي مقابلة اجرتها الصحيفة مع محمد باهارون مدير مركز دبي لبحوث السياسات العامة قال:” ان السعودية والامارات اقترحت فى الاشهر الاخيرة ان تتولى الامم المتحدة ادارة الميناء لتجنب المواجهات”. ولكن جيمي ماكجولدريك، المنسق الإنساني للأمم المتحدة في اليمن، رد عبر البريد الإلكتروني “أنه لم ير أي تفاصيل عن مثل هذا العرض”.
وقال جان إيغلاند، رئيس المجلس النرويجي للاجئين، في مقابلة عبر الهاتف: “لماذا يهتم العالم بإيجاد مجاعة ذات أبعاد كارثية ثم نقوم نحن بمواجهتها؟، مضيفاً ان “80٪ من المساعدات الغذائية تأتي عبر الحديدة ،واذا تعرضت للهجوم فسيتم قطع شريان الحياة هذا وستكون هناك مجاعة لملايين الاشخاص”.
الكاتب تطرق الى محاولات الامارات والسعودية إقحام البنتاغون الامريكي إلى القيام بدور أكثر نشاطا مما يقدمه في العمليات المناهضة للحوثيين، بما في ذلك الهجوم على الحديدة .
ونقلت الصحيفة عن مسؤول امريكي رفض الكشف عن إسمه قوله: “ان هناك مخاوف عميقة هنا حول التأثيرات الثانوية للعملية، وهناك مخاوف ايضا من هذه الحرب لان هذا هو السبب في الازمة الانسانية في المقام الاول”.
وفى يوم الاربعاء ارسلت مجموعة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري تضم 16 عضوا بالكونجرس رسالة الى وزير الدفاع جيمس ماتيس تحثه على اطلاع المشرعين على طبيعة ” المشاركة الامريكية في هجوم سعودي كارثي محتمل على الحديدة”.
كما أثار خطاب أصدره 55 عضوا في مجلس النواب الشهر الماضي مخاوف من أن العمليات المناهضة للحوثيين “ستأخذ الكثير من الموارد بعيدا” عن محاربة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، التي استفادت من الفوضى في اليمن لتوسيع وجودها بسرعة.
وبهذا الصدد ركز التقرير على مقابلة لزعيم تنظيم القاعدة في اليمن قاسم الريمي الذي اعترف صراحة بمشاركة مقاتليه الى جانب القوات الموالية “لحكومة هادي” وقوات التحالف ضد الحوثيين وحلفائهم.