الصباح اليمني_مساحة حرة|
مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ما كان لهما ان يقوما لولا ارادة امريكا وقبلها بريطانيا ومن يريد ان يفهم ذلك عليه ان يعود الى تاريخ النشاة وفي أي ظروف نشاتا هاتان المنظومتان التي تسمى عربية .
في ظروف تنامي الوعي القومي ونشوء حركة التحرر الوطني ضد الاستعمار بالوطن العربي والعالم وبعد الحرب العالمية الثانية مباشرة نشات الجامعة العربية وارادت بريطانيا قطع الطريق على أي وحدة عربية ولضمان تمكين الصهاينة من بناء كيانهم في ارض فلسطين المباركة وفصل الوطن العربي مغربه عن مشرقه لتبقى منظومة دول تغطي المشاريع الاستعمارية وتحقق المخططات ..ومن وقت مبكر بدأت تمهد لقيام كيان العدو بعد تقسيم الأرض العربية ووفق حدود سايكس بيكو ووعد بلفور هذا فقط اتجاهات لمعرفة جامعة الدول العربية ..اما مجلس التعاون الخليجي فقصته أخرى فله علاقة بالحرب الباردة وقيام الثورة الايرانية وكان الهدف الاساسي تجييش المجاهدين العرب الذين اصبحوا فيما بعد قاعدة ودواعش وارهابيين لمواجهة الاتحاد السوفيتي باسم المجاهدين وبدماء وتمويل عربي واسلامي كان مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية طرف في كل هذا وفي الحرب العراقية الايرانية .
تعددت وتنوعت ادوار الجامعة العربية لصالح الغرب الاستعماري والشعارات تحرير فلسطين لهذه الجامعة التي لم تكن الا بيع للوهم اسهمت في تمكين الصهاينة من هذه الارض العربية الاسلامية المقدسة وحتى نكون منصفين كان هناك بعض الفترات التي لعبت ادوار غير مكتملة واصيبت في النهاية بالفشل في مراحل معينة وهذه لا تحسب ,لكن ابرز تطور للجامعة العربية حصل في فترة محاولة امريكا تمرير مؤامراته في المنطقة ولن نذهب بعيداً -فذاكرة العرب نثقوبة- سنذكر فقط بدور الجامعة العربية في الحرب على العراق وحصاره ومن ثم اسقاط دولته عام 2003 وغطت كل هذه الاعمال التي لم تكن من اجل الديمقراطية التي كانت تروج لها امريكا ولا من اجل ازالت الديكتاتورية و اسلحة الدمار الشامل التي كانت غير موجودة في العراق بل من اجل نهب ثرواته النفطية وتقسيمه وتعد ليبيا المثال الاوضح لان الناتو لم يتدخل في تدمير هذا البلد العربي الافريقي لولا تغطية انظمة عرب بريطانيا وامريكا .
وفي هذا السياق فلا مثال اصدق من العدوان على الشعب اليمني والذي ما كان له ان يكون لولا الجامعة العربية واجتماع انظمة النفط وانظمة العمالة والذين شكلوا تحالف طويل وعريض بقيادة امريكا وبريطانيا لشن عدوان ضد شعب اعزل مسالم لم يعتدي على احد طوال تاريخة .
اليوم تعقد قمة عربية في دولة الثورة والثوار وبلد المليون والنصف شهيد للتحرر من الاستعمار الفرنسي جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية ارادت ان تجعل القيادة في هذا البلد العربي الافريقي من هذه القمة قمة فلسطين وارادت ان تدخل في جدول اعمالها وقف التطبيع ولم شمل العرب في ظل متغيرات اقليمية ودولية ستجعل العالم آخر ولا نحتاج هنا ان نفصل بان ما يجري في اوكرانيا من مواجهة اطلسية روسية وما يجري في بحر الصين من توتر ينذر بتغيير العالم ولكن كل هذه التعقيدات لن تفهمها الانظمة الرجعية وانظمة الخيانة والعمالة .. في كل الاحوال لا نملك الا ان نشكر الشقيقة الجزائر على مساعيها مع ادراكنا ان الخيبة ستتكرر لان الخلل في هذه المنظومة التي ينبغي ان ترتقي في تركيبها والياتها الى مستوى التحديات وهذا يحتاج الى ارتقاء في الوعي الشعبي العربي ليتمكن من فرز انظمة ترتقي الى مستوى التحديات واستحقاقات المرحلة التاريخية مع ان ماهو حاصل اليوم ينذر بتلاشي هذه الامة بسبب الانظمة العميلة المؤثرة في الجامعة العربية .