الصباح اليمني|متابعات|
ذكر موقع ساسة بوست الخليجي أن اليمن باتت ساحة صراع خلفية بين السعودية والإمارات منوها إلى أن الأخيرة باتت هي الأكثف حضورًا فقد انضمت لاحقًا بلواءٍ عسكريٍّ كامل وبنفوذٍ أرضيٍّ قويٍّ في جنوب اليمن وعلى خطها الساحلي الذي لعبت دورًا رئيسيًا في الاستيلاء عليه.
وتسأل الموقع في تقرير بعنوان ” حلفاء اليوم أعداء الغد: 3 ملفات قد تنهي الحلف السعودي الإماراتي” عن سر التدخل الإماراتي في اليمن ، باعتبار اليمن أحد هذه الملفات التي قد تطيح بالحلف بين السعودية والإمارات.
وقال الموقع: اليمن عنصرٌ مهم في المحيط الجيوستراتيجي للإمارات وأمنها القومي، ودفعها للمشاركة بقوة أكبر صواريخ سكود الباليستية التي أُطلقت على العاصمة السعودية الرياض من اليمن، عدا عن اقتراب الحوثيين الشديد – في لحظةٍ ما من الحرب – من الحدود السعودية الجنوبيّة.
ونوه “ساسة بوست” إلى قول الباحث جورجو كافيرو وزميله داينال واغنر أنّ «الإمارات استثمرت بشكلٍ كثيفٍ في التسلُّح لحماية أجندتها الخارجية للتصدِّي للحركات الديمقراطية والإسلامية»، ورؤيتهما أنَّ هذا الانتشار الأرضيّ «للتأكيد على الإمارات بوصفها قوةً عسكرية عربية حازمة»، كذلك قولهما أنّ من النتائج التي ترجوها الإمارات – ودول الخليج عمومًا – هي تشتيت الأنظار الداخلية عن غياب الديمقراطية، ومحاولة لتعزيز القومية والوطنيّة داخل هذه الدول.
وقال الموقع أن هذه الأسباب ليست كافية ولا مُبرّرة لتدخلٍّ كبير كالذي حدث في اليمن،
واضاف الموقع : لعبت القوات الإماراتية دورًا هامًا في جنوب اليمن، فلم تكتفِ بتواجدها هناك وإنما بدأت تُموّل وتدرّب ميليشيات تُحسب على المعارضة اليمنيّة، وأهمها وأبرزها قوات الحزام الأمني، التي تُدرّب – رسميًا – برعاية الإمارات.
مشيرا الى ان القوات: منعت إماراتية طائرة الرئيس اليمني هادي من النزول في مطار عدن، وقاتلت حرسه الرئاسي، كانت هذه الحادثة علامةً مُثيرة لكثير من الشكوك والتساؤل حول الدور الإماراتي في اليمن، الذي يبدو أنه تجاوز حدوده بطريقة دفعت بالرئيس اليمني ليقول إن «محمد بن زايد يتصرف كمُحتلٍّ لليمن وليس كأحد محرريها»، بل تعدى ذلك إلى التصريح باتهام الإمارات بسعيها لتقسيم اليمن في محاولة للحفاظ على وجودٍ دائم هناك، ونفوذٍ أكبر في منطقة الخليج.
وأشار “ساسة بوست” إلى أن الإمارات في جنوب اليمن على “تحرير” خط الساحل من أي قوّة أخرى غير إماراتية بهدف السيطرة على ميناء عدن، الذي كانت تُسيطر عليه – سابقًا – شركة «موانئ دبي» التابعة لإمارة دبي، إذ حصلت على عقد وُقّع عام 2008 في عهد الرئيس اليمني حينذاك علي عبد الله صالح، يسمح العقد بإدارة ميناء عدن، مدة العقد طويلة جدًا تصل إلى 100 عام، لم يكن التنازل عن إدارة أهم الموانئ اليمنية والعالمية هو المشكلة الوحيدة، ولكن زاد الطين بلة عدم التزام الإمارات ببنود الاتفاق – الذي تفوح منه رائحة الفساد – التي ينص بعضها على تطوير الميناء وزيادة قدرته الاستيعابية، الأمر الذي حصل نقيضه تمامًا حيث اهترأت أدوات ومرافق الميناء، ورافق ذلك رفع أسعار خدمات الميناء 80% مما حفّز على الذهاب إلى الموانئ الأخرى المُجاورة بدًلا من ميناء عدن، وأهمّ الموانئ المجاورة هي الموانئ الإماراتية، ولكن، بعد فوز الرئيس هادي في الانتخابات عام 2012 قام بإلغاء العقد لعدم التزام الإمارات.
وقال ساسة بوست: اليوم تعود الإمارات إلى عدن ومينائها بالقوة، «وإن كان التدخل الإماراتي يسعى لتثبيت صورة دولة قوية قادرة على حماية نفسها، إلا أنه بشكل أساسي لتثبيت الأوضاع الراهنة من استقرار سياسي وازدهار اقتصادي للإمارات، ولو كان على حساب هدم ديمقراطيات أخرى»، أو حتى لو كانت الفاتورة تقسيم اليمن إلى جنوب وشمال.
وفي ذات السياق أكد تقرير الموقع أن الإمارات والسعودية الإمارات باتت تسيطر على باب المندب منوها إلى أن أي مواجهة قادمة بين السعودية وإيران إيران ستكون بثمن باهظ جدًا؛ تدخلٌ وتأثير على مرور النفط السعودي من خلال مضيق هرمز، المسيطرة على مضيق هرمز لذا لا بد للسعودية من أن تتجه لمنافذ أخرى، وأقربها لها وأهمها مضيق باب المندب.
وأضاف الموقع: لكن ستجدُ الرياض أن أبو ظبي سبقتها إلى باب المندب بقواتها المنتشرة على طول السواحل اليمنية. هل يمكن للسعودية أن تتجاهل ثغرة خطيرة كهذه؟ نعم! لفترة من الزمن، ولكن ماذا عن موقفها عند وقوع أيّة أزمة في مضيق هرمز؟ حينئذ ستكون السعودية قد سهّلت لإيران الحصول على ورقة ضغط خطيرة مُقدمة على طبق من ذهب.
ورجح التقرير أن يكون هذا هو تفسير الدعم السعودي الكبير للرئيس اليمني ولحكومته، التي يعارض غالبية منها الإمارات.
خليك معنا