حرب باردة ،تشتعل شرق اليمن ،في معركة جديدة بدأتها الامارات العربية المتحدة ضمن مساعيها التوسعية في اليمن والمنطقة عموماً،لاسيما تلك الدول الخليجية المحيطة باليمن.
سلطنة عمان تبدو الهدف القادم للنظام الاماراتي ،التي تسعى لاستقطاب القيادات القبلية في محافظتي المهرة وحضرموت ، لتقوم السلطات العمانية بتحركات مشابهة لتأمين خاصرتها مع اليمن من خلال منح الجنسية العمانية لمواطنيين يمنيين.
السلطات العمانية وفي مرسوم صدر عن السلطان قابوس بن سعيد مؤخراً منح بموجبه الجنسية، لعدد 69 مواطناً يمنياً ينتمون لأسرتي كل من مستشار الرئيس اليمني حيدر أبوبكر العطاس، وكذا لأفراد من أسرة القيادي في الحراك الجنوبي اليمني سلطان المهرة الشيخ “عيسى بن عفرار”.
وأشارت مصادر اعلامية إلى أن عملية التجنيس هذه جاءت على إثر الصراع الإقليمي المستعر لاستقطاع أجزاء من جنوب اليمن، وخاصة الصراع البارد بين الإمارات وعمان.
المصادر، افادت أن صراعاً صامتاً يجري بين الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان داخل الأراضي اليمنية في كل من حضرموت والمهرة، حيث شكلت الإمارات مؤخراً مليشيات قبلية مسلحة تتبعها مباشرة في استنساخ لتجربة الحزام الأمني في عدن الموالي لأبوظبي، لكن الاستنساخ جاء هذه المرة في محافظة المهرة المحاذية لحدود سلطنة عمان، الأمر الذي جعل العمانيين يستشعرون الخطر، خاصة وأن تلك المليشيات لا تسيطر عليها حكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي.
وتخشى سلطنة عمان من تمدد النفوذ الإماراتي داخل المناطق الشرقية لليمن على حدودها الأمر الذي جعلها تتحرك بشكل هادئ لاحتواء نفوذ أبوظبي بالقرب من حدود السلطنة، حيث قامت عمان بـ”تجنيس” عدد من القيادات القبلية والسياسية والوجاهات الدينية والاجتماعية في محافظتي حضرموت والمهرة. كما تحدثت أنباء عن السماح لأبناء المحافظتين بالدخول إلى سلطنة عمان وممارسة أعمال تجارية في مناطق محددة داخل السلطنة دون الحصول على تأشيرة للدخول.
مراقبون اشاروا الى ان ،القلق العماني المبرر من تواجد الإماراتيين في المناطق الشرقية لليمن،يأتي في ظل ضعف القيادة الشرعية وتمنعها أبوظبي من العودة إلى عدن التي تسيطر عليها القوات الاماراتية، عن طريق مليشيات “الحزام الأمني”بقيادة السلفي هاني بن بريك، وتحت مظلة”المجلس الانتقالي”الانفصالي في الجنوب اليمني،وهذا القلق العماني -حسب المراقبين – انعكس في عمليات التجنيس العمانية وكسب الولاءات القبلية ومزيد من التسهيلات لدخول السلطنة.
ويضيف اخرون ان اطماع الامارات تهدف للضغط على السلطنة والتي حاولت النأي بنفسها في الصراع الخليجي ،ورفضت المشاركة في التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن منذ مارس 2015م،وتبدو ان الامارات تريد ان تدفع مسقط الثمن،حسب قولهم.