الصباح اليمني_مساحة حرة|
ليس خبراً عادياً أن يخسر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رئاسة بلدية اسطنبول، فهو القائل صبيحة دورة الإعادة عن انتخاباتها انها سترسم مستقبل المدينة السياسي.
لم يبُح إردوغان بما يجول في خاطره كاملا ، فالرجل موقن بأن اسطنبول هي مفتاح الوصول الى الرئاسة والذي احتفظ فيه قائد العدالة والتنمية مع رفاقه طوا لربع قرن…
هو زلزال سياسي اذاً، فعرش الطيب اردوغان اهتز تحت وطأة ضربات الشاب الاربعيني الواثق من خطاه اكرم إمام اوغلو؛ لعل أكثر ما يثير قلق اردوغان هو وجه الشبه في سيرته مع من يرشحه المراقبون ليجلس مكانه بعد أربع سنوات، فأكرم إمام اوغلو مثله كمثل إردوغان، درس كالرئيس التركي إدارة الاعمال وتخرج من بلدية إسطنبول ، فيما تخرج إردوغان من جامعة مرمرة، امتدت أوجه الشبه الى الرياضة، ، حيث لعب أوغلو كرة القدم هاويا خلال سنوات دراسته، ثم لعب في نادي طرابزون لكرة القدم، كما عمل مديرا لنادي بيليك دوزو سبور، وليكتمل المشهد ها هو ابن مدينة جيفيزلي بمدينة طرابزون، يعتلي رئاسة أهم مدينة في البلاد، كما فعل اردوغان الذي خط طريقه الى الرئاسة من بوابة إسطنبول عندما تولى رئاسة بلديتها عام 1994.
كل ما سبق يؤكد أن فوز مرشح حزب الشعب سيدفع الأحزاب المعارضة إلى الرهان عليه للعبور نحو رئاسة قبض عليها إردوغان وحزبه منذ العام 2007 ، والسؤال الملح المطروح هل توقظ صفعة إسطنبول العدالة والتنمية وتدفعه الى اجراء مراجعة شاملة قبل ان يسبق السيف العزل؟
سؤال لن يجيب عليه الا سيد الحزب “إردوغان” ، فبنظرة سريعة نجد أن المراجعة لا بد أن تتضمن ملفات من العيار الثقيل.
في الداخل يواجه إردوغان مصاعب تبدأ من بيته الداخلي صنعها بيديه، فهو أقصى رفاق الدرب من صنعوا معه مجد العدالة والتنمية، لائحة يتصدرها الرئيس السابق عبد الله غل ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو وعلي باباجان، والقيادي البارز بولنت أرينتش، مروراً بمحمد شمشيك، وبشير أطلاي وغيرهم.
الحريات باتت أيضا هاجسا يؤرق الشعب التركي، فالرئيس وحزبه حققوا مع اكثر من ستمئة الف شخص واعتقلت الشرطة الألآف من الموظفين والعسكريين منذ محاولة الإنقلاب الفاشلة عام 2016 .
ولا يمكن أن ننسى الوضع الإقتصادي المتدهور حيث سجل مؤشر الثقة الإقتصادية أدنى مستوى له في أيار مايو منذ أكتوبر عام 2018 بحسب معهد الإحصاء التركي.
هذا جزء من ملفات الداخل، اما في الخارج فحدث ولا حرج، فالرئيس التركي الذي تغنى في احد الأيام بسياسة صفر مشاكل، اشعل نار الخلافات مع العالم الخارجي، فنسف العلاقات المميزة مع سوريا، عندما فتح حدوده للمجموعات المسلحة وسار بركب المراهنين على إسقاط النظام وهو صاحب المقولة الشهيرة سأصلي في “المسجد الأموي وأزور قبر صلاح الدين” فلا زار المسجد ولا قرأ فاتحة مع الإشارة الى انه لم لم يكن يوما ممنوعا من زيارة الشام التي كانت تربطه يوما بها وبرئيسها علاقات أكثر من مميزة، فها هو خسر اسطنبول فيما يستعد “الأسد” لإستعادة إدلب ليعلن معها النصر الكامل على الإرهاب ويضيفها الى غالبية المحافظات السورية التي حررها الجيش السوري.
وسّع اردوغان قُطر خلافاته العربية، فعادى مصر بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، ودخل مباشرة على خط الخلاف الخليجي مصطفا الى جانب قطر بمواجهة السعودية والامارات والبحرين، ولم يعالج حتى الآن خلافاته مع الأوربيين وكاد أن ينسف علاقات بلاده مع روسيا قبل أن يستدرك الموقف ويعالج مأزق اسقاط الطائرة الروسية مع الرئيس فلاديمير بوتين.
شائكة اذا درب العدالة والتنمية فمواصلة الطريق نفسها بات يهدد مستقبل الحزب سياسيا ربما تتضح أكبر تجلياته في رئاسيات 2023 ، أما المراجعات فستحتاج إلى جرأة قد يضطر معها “رجب طيب إردوغان” إلى تقديم تنازلات قد تحمل طعم الهزيمة لإردوغان نفسه، ولكنها قد تشكل حبل النجاة “للعدالة والتنمية” فأي الطريقين سيسلك إردوغان؟
اشترك في قناتنا على التليجرام: https://t.me/alsabahalyemeni0
خليك معنا