منذ فترة طويلة تبحث المملكة السعودية حليفة الولايات المتحدة عن تنويع مصادرها للأسلحة. ويبدو ان الروس سعداء بهذا التوجه . اذ انه حتى الآن، لازالت شركات الدفاع الأمريكية أكبر المستفيدين من مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية، وتستعد لجني مليارات الدولارات بالتزامن مع زيارة الرئيس دونالد ترامب القادمة إلى المملكة. ومع ذلك، تكثف موسكو جهودها من أجل جذب النظام السعودي لعقد صفقات بيع اسلحة.
وأكد ميليسا دالتون، وهو نائب مدير برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بالقول : “لقد تغير سوق الأسلحة العالمية حيث كشفت السعودية عن صفقات أسلحة أخرى مع المنافسين الأمريكيين في روسيا والصين وأوروبا”
وكانت وكالة الانباء الروسية تاس ذكرت الاسبوع الماضي ان نائب وزير الدفاع الروسي اجرى اجتماعا مع مسؤول عسكري سعودي كبير في موسكو. واوضحت وزارة الدفاع الروسية ان “السعودية تريد شراء الاسلحة الروسية الحديثة”. وأضاف دالتون ان الكشف عن محادثات الأسلحة بين السعودية وروسيا يتبع استراتيجية تستخدمها الرياض أحيانا: تسليط الضوء على الموردين البديلين للأسلحة كوسيلة للحصول على صفقة أمريكية أفضل أو حتى موافقة.
ويعتزم السعوديون زيادة الإنفاق العسكري بنحو 7 في المئة هذا العام، مما يعكس جزئيا الحرب في اليمن والتهديد العسكري المتزايد من إيران. وقد تم الكشف عن الانفاق، الذى يمثل 10 فى المائة تقريبا من اجمالى الناتج المحلى للمملكة، فى ميزانيتها لعام 2017 التى صدرت فى ديسمبر.
وشكلت المبيعات العسكرية الأجنبية الأمريكية للسعوديين أكثر بقليل من نصف مبيعات الأسلحة إلى منطقة الشرق الأدنى وجنوب آسيا من عام 2012 إلى عام 2015، وهو ما يمثل 48.5 مليار دولار وتجاوز المبلغ المباع لإسرائيل خلال نفس الفترة، وفقا لأرقام البنتاغون .
ومن الواضح انه من غير المحتمل ان تحل موسكو محل واشنطن كمورد رئيسى للاسلحة فى المملكة . ومع ذلك، يبدو أن الروس على استعداد لبيع أنظمة الأسلحة المتقدمة التي ربما لن تحصل على موافقة الولايات المتحدة بسبب معارضة إسرائيل وأعضاء الكونغرس. والواقع أن السعوديين أعربوا سابقا عن اهتمامهم بالقذائف التسيارية من روسيا، ولا سيما نظام الصواريخ إسكندر.
في الثمانينيات، تحول السعوديون إلى الصين لصواريخ باليستية متقدمة. ذلك لأن الولايات المتحدة لم تكن تميل في ذلك الوقت لتوفير هذا النوع من القدرة الى المملكة العربية السعودية، لذلك ذهبوا إلى مكان آخر”. وفي الوقت نفسه، من الممكن أيضا أن يتمكن الروس يوما ما من مساعدة السعوديين على تطوير قدرة صواريخ باليستية محلية، وهو ما أثبتته إيران في العام الماضي عندما اختبرت صاروخ زولفقار للوقود الصلب. وكانت ايران قد هددت سابقا باستخدام الصاروخ التكتيكي ضد منافستها اسرائيل.
فقد ساعدت روسيا إيران على بناء أول محطة للطاقة النووية المدنية في عام 2011، وتعاونت معهم في محطة ثانية. كما قدمت موسكو المساعدة للسعوديين حيث شرعت في خطة طموحة بقيمة 80 مليار دولار لبناء أكثر من 12 محطة للطاقة النووية. ثم مرة أخرى، لا يزال السعوديون ينظرون إلى الروس بشكوك كبيرة نظرا لأن موسكو تحتفظ بعلاقات وثيقة ليس فقط مع إيران، بل عدو آخر، زعيم سوريا بشار الأسد.