وسط صمت العالم ومنظماته الانسانية ،يواصل عداد الموت صعوده الرأسي في اليمن لتعلن منظمة الصحة العالمية ارتفاع حالات الاشتباه في الإصابة بمرض الكوليرا،الى اكثر من مئة ألف حالة.
كما سجلت المنظمة الدولية 798 حالة وفاة بالمرض، في 19 محافظة من أصل 22 ، منذ السابع والعشرين من أبريل الماضي.
بدورها تشير منظمة أوكسفام الخيرية الى إن الوباء يقتل شخصا كل ساعة تقريبا في اليمن الذي تمزقه الحرب المشتعلة منذ اكثر من عامين ونصف العام.
وحذرت المنظمة من أن انتشار الكوليرا هناك قد يكون الأسوأ خلال القرن الحالي، إذا لم يواجه بتحرك فوري وضخم للسيطرة عليه، مضيفة ان “على من يدعمون تلك الحرب في العواصم الغربية وعواصم الشرق الأوسط أن يضغطوا على الأطراف المتحاربة للموافقة على وقف إطلاق نار، والسماح للعاملين بمجال الصحة العامة وعمال الإغاثة بالبدء في تلك المهمة”.
وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة قد أوضح الأربعاء إن الوباء في اليمن بلغ “مستوى غير مسبوق”،مضيفاً أنه خلال الأسابيع الأربعة الماضية، ارتفع معدل الوفيات الى ثلاثة أمثال نظيره المسجل خلال الفترة الاولى من اكتشاف المرض .
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن خطر انتشار الوباء على نطاق أوسع يتضاعف في ظل موسم الأمطار، وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.
وأعلنت السلطات في العاصمة صنعاء، التي يسيطر عليها تحالف الحوثي صالح والتي نالت النصيب الاوفر من حالات الإصابة، حالة الطوارئ في الرابع عشر من مايو الماضي، وعدم قدرة القطاع الطبي من توفير الخدمات الطبية للمرضى في ظل تعطل أكثر من نصف مستشفيات البلاد عن العمل،وتضرر وتدمير نحو 300 منها، بسبب القتال الدائر فيها.
وتحمل حكومة صنعاء التحالف الذي تقوده السعودية مسؤولية انتشار وباء الكوليرا وخروج القطاع الطبي عن الخدمة نتيجة الحرب والحصار المفروض على واردات البلاد من الاغذية والدواء.
وتسببت الحرب الدائرة في اليمن في حاجة نحو 18.8 مليون شخص، من إجمالي عدد السكان البالغ 28 مليون شخص، إلى مساعدات إنسانية، بينما يقف نحو سبعة ملايين شخصا على حافة المجاعة.
ويشن تحالف عربي تقوده السعودية، ومدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا، حملة عسكرية في اليمن دعما للرئيس عبدربه منصور هادي، منذ مارس/آذار عام 2015، ما خلف 8050 قتيلا و45100 جريحا حتى الآن.