في ظل استمرار الحصار الإقتصادي الشامل والمتزامن مع حرب طاحنة تُشن ضد اليمنيين منذ اكثر من عامين ، تتزايد معاناة المواطن اليمني والمجتمع لا سيما وان الشلل التام هو السائد في اليمن بعد قرابة العام من جفاف الخزينة العامة للدولة من السيولة النقدية لتغطية نفقات مرتبات موظفيها ، ومع ذلك ثمة جهود حكومية تُبذل لتحقيق إختراق ما في جدار الحصار الإقتصادي، ومواجهة التدهور المعيشي للمواطن.
البطاقة السلعية
نظام “البطاقة السلعية”، نظام إداري جديد يوفّر، احتياجات موظفي الدولة من المواد الغذائية الأساسية بشيكات آجلة (تخصم لاحقاً من مرتباتهم أقساط شهرية)، وتصدر الشيكات مؤسساتهم الحكومية للتجار، فهل نجحت البطاقة السلعية في تغطية احتياجات الناس وماهي ابزر سلبيات وايجابيات هذه البطاقة السلعية؟
الشكوى من استغلال التجار
خلال جولتنا في سوبر ماركت ظمران يشكو موظفو التربية والتعليم من استغلال التجار لحاجة الناس وبيعهم البضائع بأسعار مرتفعة ،ويضيف محمد رشاد الحميري ان الاماكن المخصصة لشراء المواد الغذائية بنظام البطاقات السلعية “الاجل” لا تتوفر فيها الخدمات الضرورية حتى ، ليضطر بعضهم إلى حمل المواد بأيديهم لعدم وجود السلل الخاصة بالمولات .
الاحتكار
الاستاذة /أم محمد بدورها اكدت ما قاله زميلها الحميري مضيفة ان اقتصار خدمة البطاقة السلعية على مولات بعينها فقط يُعد احتكاراً ويتسبب بازدحام كبير ،مشيرةً الى ان موظفي التربية والتعليم كمثال لا يمكنهم التسوق ببطائقهم هذه الا من سوبر ماركت واحد وقد اضطرت كما تقول للذهاب قبل موعد دوام المول بساعات حتى تتمكن من حجز مكانها في الطابور والظفر بعربية لحمل المواد التي سشتريها .
الشكر لمن اسهم
الاستاذ حسين حمود مدير مدرسة شهداء الاقصى اشار الى اهمية هذه الخطوة مثنيا بالشكر لكل من قام وتابع عملية توفير البطائق والقسائم السلعية، معتبرا ان البطء في عملية الانجاز اكبر تحد تواجه القائمين على هذه الخدمة ،مطالبا منهم تلافي الاخطاء والسلبيات في المرات المقبلة بإذن الله.
موظفو الاعلام الرسمي:
صادف تواجدنا في سوير ماركت الجندول لاستكمال هذا الاستطلاع عصر الامس بحضور اعداد من موظفي قناة اليمن الفضائية للتسوق بعد استلامهم البطائق السلعية
اشار المخرج عباس مهدي الى ان إقتصار البطائق السلعية على بضائع بعينها فقط يتسبب بالإحراج للموظفين الذين يتفاجئو ان البهارات مثلا والتمور لا تدخل ضمن قائمة البطائق السلعية “الاجل” وكذلك الخضار وغيرها ،حيث يتفاجئ الموظف بطلب قيمة هذه السلع نقداً.
ويضيف مهدي ان البطائق السلعية برغم امها فكت بعض ضائقة المواطن الا انها لا تكفي خصوصا لمن لديه اسرة كبيرة ويعتمد على مرتبه لإعاشة اهله وافراد اسرته .
ارتفاع الاسعار
يرى الاستاذ عبد الاله المروني ان هناك فوارق كبيرة في الاسعار قد تصل في المتوسط إلى 10000 عشرة الف ريال على اقل تقدير مقارنة بـ الجندول للأسف الف ريال الامر الذي يثقل كاهل الموظف البسيط الذي هو في امس الحاجة للدعم والمساعدة وليس الابتزاز، ويضيف المروني يعني لو أنا اشتريت الحاجات من خارج لوفرت التسعة او العشرة الف تقريباً ، لكن شيء خير من لاشيء.
عبدالعليم الزمر محرر الاخبار في قناة اليمن يضيف الى ما قاله زملاؤه بأن شحة المعروضات في المول يضطر الموظف لشراء الحاصل الموجود رغم قناعته برداءة مواصفات هذه السلعة او تلك .
الزمر طالب جهة عمله تغيير التعامل مع هذا المول كونه لا يوفر ابسط احتياجات الموظف ،الامر الذي يضطره لشراء أي حاجة من اجل الخلاص من رحلة العذاب الطويلة للتسوق عبر البطائق السلعية ،وتساءل الزمر اذا كان هذا حالنا في رمضان فكيف سيكون مصيرنا خلال جولة التسوق للعيد ،فهل سيتلافى القائمون على هذه البطائق جوانب الاخفاق ،ام ستستمر معاناة الموظف الذي ما فتئ يفرح بانفراجة ازمة المرتبات بالبطاقة السلعية حتى انصدم بواقع مرير والمتمثل في التسوق وتكعف البضائع الكاسدة والراكدة لدى التجار.
قصة تستحق القراءة:
أنطلقت مع مجموعه من الزملاء وانا احدث نفسي (من كان يومن بالله واليوم الاخر فلا يصلين العصر الا في مركز ظمران سنتر).
أنطلقت وكلي امل باني ساحصل على كل ما احتاجه من مواد غذائيه وسؤمن جبهه من الجبهات التي طالما هزمت فيها امام ابسط المتطلبات الظروريه لاسرتي وساسترجع هيبتي التي فقدتها خلال الفتره الماضيه امام ابنائي وزوجتي بسبب عدم قدرتي على توفير تلك المتطلبات…
كان املي ان (مطبخ البيت ومخزانه) سيعود عامر كما كان حيث اصبح خالياً من كل شيئ حتى من الصراصير والفئران التي غادرته وهي ترثى لحلنا…
وصلت المركز المذكور وحصلت على عربيه تسوق بعد انتظار طويل وحملتها من كل أصناف البضائع والمواد الغذائه حتى انني احتجت إلى عصبه من اولي القوه لدفعها وسحبها معي (مع العلم ان البضائع ذات الجوده العاليه قد نفذت)
وظننت أن معركتي أنتهت عند هذا الحد لكنني اكتشفت ان المعركه الحقيقيه بدأت لتوها عند انتظار الحساب (الكاشير) نتيجة الزحمه الشديده حيث يعج المركز بالمتسوقين (الاضحياء) من على شاكلتي…
بعد وقت طويل جداً جداًوجهد جهيد(حتى انني هممت ولاكثر من مره بان اترك كل شيئ وارحل لانني احسست بهبوط بدا ينتابني نتيجه الانتظار والزحمه الشديده ) وصل دوري امام (الكاشير) وما ان بدات المحاسبه باحتساب قيمة المواد التي اشتريتها حتى اخبرتني بان سقفي المسموح قد تجاوز ذلك بكثير فاضطررت لاعادة الاصناف الباقيه وهذا ماحدث للكثير نتيجة عدم وجود تسعيره على الاصناف تمكنك من اختيار المواد الضروريه بحسب سقفك المتاح وتفاجأت بان الاسعار كانت مرتفعه جداً على السوق… واكتشفت أن عمي (طه) صاحب بقالة حارتنا ارحم بكثير من عمي (ابو نبيل القرماني) الا انه نتيجة للديون الكثيره التي علي له قطع معي كافة العلاقات الاقتصاديه والدبلوماسيه..
رجعت وكلي قناعه ان ( القرماني ) كعفني مالا يقل عن خمسة الف ريال زيادة بالاضافه أنني نفقت له بعض البضائع والاصناف الراكده…
وقس على ذلك كل موظفي الدوله واحسب كما ستصب من ملايين في جيبه( اللهم لا حسد) من عرق الموظفين المنكوبين الذين يتهافتون على الشراء بهلع وجزع واحساسهم الداخلي يقول (جزه من ظهر كلب وشيئً خيراً من لا شيئ)…