الصباح اليمني_فلسطين
دعا الرئيس الكولومبي السابق خوان مانويل سانتوس، المجتمع الدولي إلى “التجند” من أجل مواجهة الضم الإسرائيلي بالضفة الغربية المحتلة ومنطقة غور الأردن.
وقال سانتوس الحائز على جائزة نوبل للسلام، في مقال نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إن “الطريق للسلام يقتضي شجاعة وسعة قلب، وكصديق لإسرائيل، أنا قلق جدا من أن هذه القيم، تم تغييبها تماما من خطة الحكومة لضم أجزاء من الضفة الغربية”.
وتابع: “ما زلت أشجع قيم مؤسسي الدولة وتعهدهم في وثيقة الاستقلال، بمساواة الحقوق الاجتماعية والسياسية الكاملة لكل مواطنيها بدون تمييز في الدين أو العرق أو الجنس”، معربا عن أسفه لأن “هذا الحلم يتعرض لهجوم من حكومة بها فرط في القومية، واستخفت بصورة صريحة بحقوق الإنسان وبالقانون الدولي”، بحسب تعبيره.
ونوه إلى أن “تهديد الضم؛ هو فقط المثال الأكثر حداثة لتهديد تأسيس نظام حكم بأسلوب الأبرتهايد”، معتبرا أن “الاستناد على القانون الدولي، يعزز قوة ومصداقية الاتفاق في الداخل والخارج”.
الخطاب المتطرف
وتحدث عن تجربته في تحقيق رؤيته للسلام في إنهاء التوتر والنزاع في كولومبيا، في تفضيل العديد من الأطراف “الخطاب القومي المتطرف والعسكري”، وذكر سانتوس، أن “جو السلام والمصالحة انتشر رويدا رويدا في أوساط الجمهور، وفي نهاية المطاف سوف يثبت نفسه كأمر لا يمكن وقفه”.
وتابع: “أنا أؤمن بأن هذه العملية تبعث الأمل ليس فقط بالنسبة لكولومبيا وأمريكا اللاتينية بل العالم كله، بما في ذلك فلسطين وإسرائيل”، منوها إلى أن “الأمل سلعة غالية الثمن، بالأساس الآن حيث العالم يواجه التهديد الفظيع لكورونا، ومع الهجوم على جهاز القانون الدولي من جانب زعماء انفصاليين”.
وأكد رئيس كولومبيا السابق، وهو عضو في مجموعة زعماء الماضي “The Elders” التي أسسها نيلسون مانديلا من أجل تحقيق السلام وحقوق الإنسان في أرجاء العالم، أن “السلام في الشرق الأوسط، وكذلك العدالة والحرية للفلسطينيين، هي على رأس أولويات المجموعة منذ تأسيسها وحتى اليوم، لهذا، اخترنا الحديث الآن ضد الضم، ونحن ندعو إلى رد موحد وعنيد من جانب زعماء ذوي تأثير في العالم”.
خالية من المضمون
ونبه أن “مخططات الضم لبنيامين نتنياهو (رئيس حكومة الاحتلال) تعكس تنكرا وحيد الجانب لحل الدولتين، ومعظم دول المنطقة والعالم تعارض ذلك”، مؤكدا أن “الضم من شأنه أن يثير في المنطقة ضجة كبيرة، ويزيد أكثر الاغتراب والمرارة في أوساط الفلسطينيين”.
ورأى أن قبول المجتمع الدولي “بصمت رؤية إسرائيل، والتي معناها هو الاستحواذ على المناطق بالقوة، فإن الوحيدين الذين ستكون هذه الخطوة لصالحهم هم مؤيدو الحرب، وأولئك الذين يتوقون للسيطرة على أراضي جيرانهم”.
ولفت إلى أن “العالم وقف بإصرار أمام روسيا عندما أخذت بالقوة شبه جزيرة القرم من أيدي أوكرانيا في 2014، والمطلوب اليوم إصرارا مشابها من كل المجتمع الدولي، بما في ذلك أمريكا اللاتينية”.
وقدر أن “دعم أنظمة متعددة الأطراف مثل الرباعية، وتوسيع قدرتها من أجل أن تعطي دورا أكبر للدول العربية المؤثرة، أمر ضروري من أجل إنجاح كل مفاوضات حول اتفاق محتمل، وبطبيعة الحال هي قلقة في ما يتعلق بتهديد الضم في كل ما يتعلق بالأمن الإقليمي، وخاصة في ما يتعلق باستقرار السلام مع الأردن”.
وقال سانتوس: “مسيرة السلام في كولمبيا علمتني أنه ليس بالإمكان تجاهل سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان العالمية”، موضحا أن “تحقيق إنجازات سياسية قصيرة المدى، تهدف فقط إلى إرضاء أو إشعال مطامح مجموعات قطاعية كهذه أو تلك، سيتضح أنها خالية من المضمون”.
وأشار إلى أن “أزمة كورونا جمدت البرنامج الروتيني لمنظمة الأمم المتحدة، بما في ذلك اجتماع الجمعية العامة، ولهذا فإن علينا جميعا تحمل المسؤولية وإسماع صوتنا والوقوف إلى جانب قيم السلام والعدالة والمساواة أمام القانون”.
خليك معنا