الصباح اليمني_مساحة حرة|
تأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد لروسيا بعد قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) + خفض إنتاج النفط . خطوة تنذر بدفع أسعار البنزين للارتفاع وذلك قبل أسابيع فقط من الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة. وانتقدت إدارة بايدن هذا القرار الذي يضر ببعض الدول التي تضررت بالفعل من ارتفاع أسعار الطاقة. لكن المشكلة ليست هنا ، قال وزير الطاقة السعودي ، في مؤتمر صحفي عقب اجتماع (أوبك) + : “سنواصل القيام بواجبنا تجاه الاقتصاد العالمي بهدف تحسين أوضاع المستهلكين والمنتجين “. وأضاف الأمير عبد العزيز بن سلمان: “سنبين لكم الآن وفي مرحلة لاحقة أن الأمر جاء من منطلق اهتمامنا بالتزاماتنا التي قطعناها على أنفسنا ” ، وتابع: ” أوبك بلس ستكون بمثابة قوة أساسية لتحقيق واستقرار وتقوية ودعم الاقتصاد العالمي “. لكن الرئيس بايدن وصف قرار خفض إنتاج النفط بأنه “قصير النظر” . على ما أعتقد القرار كان رد على العديد من الأسئلة الخفية. دعونا نحاول بتواضع وإيجاز أن نشرح هنا إلى أي مدى ترتبط هذه الزيارة للشيخ محمد بن زايد بقرار خفض إنتاج النفط . تأتي هذه الزيارة في لحظة مهمة للغاية في ذروة مواجهة التوتر الأمني الذي يعيشه العالم اليوم. أهداف الزيارة هي مناقشة: 1- الحرب في أوكرانيا 2- أزمة الطاقة الحالية التي يواجهها المجتمع الدولي 3 – توقيت الزيارة بعد أقل من أسبوع من إعلان أوبك + عن خفض كبير في إنتاج النفط العالمي. بهذا الصدد ، صرح الرئيس الروسي خلال لقائه بالشيخ محمد بن زايد قال الرئيس بوتين أن إجراءات أوبك + تهدف إلى ” تحقيق التوازن بين العرض والطلب ” وأنها تهدف فقط إلى ” خلق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية “. وقال ” نحن نعمل بنشاط أيضا داخل أوبك +. أعلم أن موقفك وأفعالنا وقراراتنا ليست موجهة ضد أحد ولن نفعل ذلك ولا نفعل ذلك بطريقة تخلق مشاكل لأي شخص ” . لكن التخفيضات ستبدأ في نوفمبر و ستجتمع أوبك + وحلفاؤها منهم ( روسيا ) مرة أخرى في ديسمبر. ماذا يعني ؟ هل لتقييم آثار التخفيض على انتخابات التجديد النصفي الأمريكية !! إذا عدنا للوراء قليلاً ، ودعونا نبتعد قليلاً عن الموضوع ، تذكر أن الزيارة الأولى لرئيس الإمارات في مايو كانت إلى باريس وتم توقيع العديد من الاتفاقيات ، فنحن نعلم أن باريس وواشنطن حليفان ، لكن مواقفهما ليست متطابقة. هناك تنافس على الهيمنة ، قديما وحديثا ، على سبيل المثال ، كان سبب ضعف هيمنة فرنسا وبريطانيا العظمى في الشرق الأوسط هي الولايات المتحدة بعد حرب السويس عام 1956 واستبدالها بالهيمنة الأمريكية.الآن تعارض باريس موقف روسيا من أوكرانيا ، لكنها ترفض إذلال روسيا وتفتيتها ، مثل الولايات المتحدة . بعد الرحلة الأولى التي قام بها رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إلى باريس في مايو ( لا الى أمريكا ) ، تأتي رحلته الثانية إلى سانت بطرسبرج – روسيا ( لا الى أمريكا ) وهذه علامة جديدة على العلاقات الجيدة بين أبوظبي وموسكو. يمكن أن تمثل بداية انتشار وتوسيع العلاقات الدولية لدول الخليج ومساهمة منها في بناء مجتمع متعدد الأقطاب. وقد تكون سببًا للتباعد و القطيعة بين الدولة الخليجية وواشنطن. حيث توترت العلاقات بين البلدين بالفعل بعد قرار المجموعة النفطية خفض الإنتاج. وهناك احتمال آخر ، أن التوتر والهستيريا التي تهيمن على علاقة الولايات المتحدة الأمريكية الحالية مع الدول الخليجية هي مجرد “تنفس من الغضب الأمريكي” نتيجة إخفاقات الرئيس الأمريكي جو بايدن المتكررة في السياسة الداخلية والخارجية و ليست ” غضب أمريكي ” ضد دول مجلس التعاون الخليجي ، الولايات المتحدة تحكمها مؤسسات لا الرئيس .
كاتب و محلل سياسي يمني