الصباح اليمني_مساحة حرة|
سرُّ كشفه قبل فترة وجيزة الدكتور بشار الجعفري نائب وزير الخارجية السورية وممثل بلاده السابق في الأمم المتحدة عن اجتماع “شبه سرّي” عقده مجلس الأمن في أواخر عام 2008 وأنهى خلاله عمل لجنة التفتيش الخاصة بأسلحة الدمار الشامل في العراق( اونيسكوم) ومن دون أن تقدّم تقريراً عن عملها، وان يتم وضع وثائق اللجنة في صناديق حديدية يتم دفنها لمدة 60 عاماً من دون السماح لأحد بفتحها إلاْ الأمين العام للأمم المتحدة شخصياً.
هذا السرّ يتطلب أن يكون موضع تحقيق دولي فمحاكمة كل من شارك في الحرب على العراق والتسبب بتدمير بلد مهم كالعراق وقتل الآلاف من أبنائه….
ان متابعة التحقيق في هذا السرّ الذي كشفه أحد أعمدة الديبلوماسية العربية ليس أمراً ضرورياً لكشف حقيقة الكذبة الاميركية-الاطلسية الكبرى التي أدت الى الحرب على العراق فحسب، بل هو ضروري لإعادة الاعتبار لمنظمة الأمم المتحدة وقد باتت لسنوات أداة تنفيذ الإملاءات الأميركية-الأطلسية ضد شعوب العالم.
كما أن التحقيق في سرّ تجربة “الاونيسكوم” ونتائج تفتيشها ضروري لحماية دول عديدة من مثل هذه الأكاذيب، كما كاد يجري الامر مع سورية بسبب كذبة الكيماوي قبل سنوات.
لا بل إن كشف هذا السرّ يؤدي إلى محاكمة كل مجرمي الحرب على العراق، سواء الذين قرروا إشعال تلك الحرب، والذين تواطؤا معهم، أو صمتوا عليهم، واجبارهم على الاعتذار للشعب العراقي والتعويض له على كل ما مني به العراق من خسائر بشرية ومادية.
فهل من يتحرك في هذا المجال ويكشف عن واحدة من أكبر واخطر جرائم العصر .
هل تتحرك الحكومة العراقية أو جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي أو مجموعة عدم الانحياز أو روسيا والصين أو حتى المنظمات الدولية المعنية بمثل هذه الامور.
فمثل هذه الجرائم لا تسقط مع مرور الزمن.