ردود أفعال جنوبية غاضبة بدأت تظهر على السطح إثر قرار الرئيس عبدربه منصور هادي، تشكيل محور بيحان العسكري، وفصلها عن محافظة شبوة وإلحاقها بمأرب، في توجّه كان الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، يخطط لإنجازه، لكنه تراجعه عنه إداركاً منه بحساسية تمريره واحتمالات رفضه شعبياً.
رئيس مجلس أبناء بيحان علي المصعبي، أصدر تعميماً تلقى «العربي» نسخة منه، خصّ به أبناء بيحان وشبوة والجنوب، دعا فيه إلى «هبة شعبية» واتخاذ موقف حاسم برفض ضم بيحان إلى مأرب، في إشارة إلى القرار الجمهوري بشأن تشكيل محور بيحان، يتبع المنطقة العسكرية الثالثة – مأرب.
وتوجّه المصعبي، القيادي في «الحراك الجنوبي» المقرّب من الرئيس عبدربه منصور هادي، في بيانه إلى كافة أطياف المجتمع في بيحان، الذين أخرجوا «المحتل رغماً عن أنفه وعن المتآمرين أمثال علي محسن الأحمر»، داعياً إياهم لـ«رفض كل ذلك بهبة شعبية تساندها أبطالكم فاما تفصل بيحان عن مأرب سبأ عسكرياً دون ضغينة ويكون وضعنا ضمن شبوة أو تعلن بيحان محافظة جنوبية مستقلة تكون ضمن ولاية شبوة باقليم حضرموت».
وشدد المصعبي على ضرورة «رفض وجود ألوية ليست من بيحان شبوة»، مؤكداً أن القرار يعد «تثبيت لتلك الألوية ليظل حقنا وثروتنا تحت سلطة موالية لعلي محسن لحمر ومن خلفه لضمها لأقليم سبأ».
من جهته، اعتبر الناشط مهدي الخليفي، أن قرارات هادي بفصل مديريات بيحان عن شبوه والجنوب وضمها لـ«الجمهورية العربية اليمنية»، هي «خطوة لتحقيق حلم يمني قديم يتجدد بضم مديرية عسيلان لمحافظة مأرب اليمنية».
وذكّر الخليفي بـ«تضحيات قدمها أبناء قبيلة بلحارث في عسيلان في قتالها ضد قبائل يمنية في مأرب أدعت حقوقا في أرض بلحارث وسالت دماء غزيرة من أبناء القبيلة خلال العشر سنوات الماضية».
الصحافي الشبواني الصحفي أديب صالح العبد، أكد أن قرار هادي «قرار كارثي وخطير جداً وينذر بحروب كارثيه قادمه ببيحان».
وقال العبد لـ «العربي» إن بيحان لن تكون إلا حيث تكون محافظة شبوة وشعب الجنوب» مشيراً إلى أن مايربطها بمأرب هو «ما فرض عليها من قيود المنطقة الثالثه التابعه لحزب الإصلاح والتي تمارس الابتزاز بحق العسكرين والشهداء من أبناء المديرية».
وذكر بأن «نظام علي عبدالله صالح قد عمل جاهداً لضم بيحان إلى مأرب ولكنه لم يوفق إطلاقاً»، ورأى أن بيحان «لا تحتاج لمحور وإضافة عدد من الألوية الوهمية بل تحتاج إلى رفدها بالخدمات كالكهرباء والتي أثبتت الشرعية فشلها في توفيرها».
نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية بـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» محمد الغيثي، قال «في كل مراحل الاتفاق والخلاف مع هادي لم أتيقن بأنه يمثل (عدو) في هذه المرحلة إلا اليوم عندما قرر تقسيم شبوة وضم بيحان إلى مأرب».
وكشف أنه «سيكون هناك اجتماع هام غداً وبعد غداً في عتق لأبناء شبوة، وسيكون هناك اجتماع اخر لقيادات كبيرة من شبوة في العاصمة السعودية الرياض»، موضحاً أن الاجتماعات «ستناقش الاجتماعات ملف تقسيم شبوة وضم بيحان إلى مأرب التي جاءت في قرارت هادي الأخيرة ستتوالى المواقف تباعاً والخيارات كثيرة».
أصوات خافتة تبدو مؤيدة للقرار بحجة أن مديريات بيحان لم تعود لحضن «الشرعية» لولا تدخل القوات التابعة للمنطقة العسكرية بمأرب، بعد فشل كل محاولات «المقاومة الجنوبية» في استراداها من سيطرة «أنصار الله» حتى منتصف شهر ديسمبر العام الماضي، معتبرة أن القوات التي «حررت» بيحان هي الوحيدة القادرة على «حمايتها» من أي محاولة لإسقاطها مجدداً، بيد أي قوة انقلابية سوى «الحوثيين» أو «المجلس الانتقالي الجنوبي».
خليك معنا