الصباح اليمني : خاص|
مر عامين على أول جولة مشاورات يمنية برعاية الأمم المتحدة،ومرت اربع مشاورات خلال سنوات الحرب الاربع وكلها دعت لها الامم المتحدة وكلها لم تنجح وقف الحرب على اليمن ، فبعد مرور تسعة اشهر بالتحديد على الحرب وانسداد الحل السياسي ، قام المبعوث الدولي بتحريك القليل من المياة الراكدة فكانت أول مشاورات السلام في جنيف السويسرية منتصف يوينو 2015 ،.
اطلق على اول المشاورات بجنيف 1 وكان مقرر اجراءها في 28 مايو، وبسبب مطالب الطرفين وشروطهم للدخول في المفاوضات، تأجلت حتى 16يونيو، أانطلقت المشاورات برعاية أممية وذهب الطرفان ولكل منهما أوراقه وأدوات قوته التي سيطرحها على الطاولة ، وفد صنعاء ذهب واوراقه سيطرته على المحافظات الواقعة تحت سيطرته والتصعيد العسكري على جبهات الحدود بينما وفد الرياض ذهب ولديه ورقة ضغط واحدة ” السيطرة على عدن ” هذه أوارف الطرفان في جنيف 1 التي انتهت كأن لم تبدأ. ولم يلتقِ الطرفان على طاولة واحدة، وبقي كل طرف محتفظاً بشروطه حول صيغة المفاوضات، فوفد صنعاء كان يريد التفاوض مع السعودية كونها المعنية ورفضوا التفاوض مع ممثلي هادي وقالوا بأنهم أدوات لا يمتلكون القرار ، بينما كان وفد الرياض يتحدث بلغة واحدة تنفيذ القرار الاممي 2216 والعودة إلى ما قبل سبتمبر 2014 .
منذ الجولة الأولى للمشاورات بدأت السعودية باتخاذ إجراءات تستخدمها ضد وفد صنعاء منها عرقلة الطائرة التي تنقلهم إلى جنيف في جيبوتي ، فالمؤتمر كان مقرر له ان ينعقد في 14 يونيو لكن التحالف عرقل طائرة الوفد ليومين وأتهم الوفد حينها مصر والسودان المشاركتان في التحالف بعدم السماح لطائرتهم بالتحليق في أجوائهما برغم انها طائرة تتبع الأمم المتحدة فوصل الوفد يوم الثلاثاء 16 يونيو واتهم الوفد السعودية بالوقوف وراء تأخر رحلته بهدف عرقلة المحادثات أول مشاورات السلام التي دعت لها الأمم المتحدة والتي أيضا استخدم السعودية أساليب ” عرقلة الطائرة” بهدف افشال المشاورات التي لم تكن المرة الأولى بل استمرت بها السعودية في المؤتمرات القادمة.
فشل جنيف 1 وعادت الحالة السياسية للركود وبقت أصوات المدافع وازيز الطائرات الحاضر على طول التراب اليمني ، فالتحالف السعودي مستمر في ارتكاب جرائمه ضد المدنيين وقوات صنعاء صعدت من هجماتها الصاروخية على العمق السعودي ، لكن حينها كانت الجبهة الأكثر اشتعالا جبهة تعز ، الذي كان التحالف يحاول السيطرة عليها من أجل جعلها ورقة ضغط سياسية في الحوارات القادمة ، لكن لم يحدث شيئا جديدا سوى عود الحرب بوتيرة أكثر تصعيداً في اغلب جبهات المدينة قبل أن تتمكن الجهود الدولية من جمع الطرفين مرة أخرى على طاولة في مدينة بيل السويسرية في الفترة بين 15 و20 ديسمبر 2015، وهي ثاني محطة مفاوضات اطلق عليها جنيف 2، سبق هذه المفاوضات ترتيبات ودعم دولي وتشاورات كثيرة من عمان إلى الرياض إلى أمريكا و كان التطور فيها شكلياً عن الأولى ، حيث التقى الطرفان على طاولة واحدة منذ بدأ الحرب .
قبيل المفاوضات أعلنت الأمم المتحدة هدنة إنسانية وجاء في البيان الصادر عنها حينها ” تسعى هذه المشاورات للتوصل إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار والسعي إلى تحسين الوضع الإنساني والعودة إلى انتقال سياسي سلمي ومنظم. “وقد بدأ منتصف ظهيرة الثلاثاء 15 ديسمبر سريان وقف إطلاق النار في اليمن تمهيدا لمحادثات سويسرا بين الأطراف اليمنية .