الصباح اليمني_مساحة حرة|
لم يكن الشيخ علي سالم الحريزي هو الأول ولا يبدو أنه سيكون الأخير في مسلسل المغضوب عليهم من قبل التحالف السعودي الإماراتي، وهذا أمر طبيعي أمام مشروع احتلال طارئ، شأنه شأن أي احتلال في أي بلاد، كل ما يتكئ عليه هو حفنة من المرتزقة، ومن شأن أي تحرك مضاد أن ينسف كل أهدافه.
إنما ماليس طبيعيا هو أن ينساق أناس محسوبون على هذه البلاد خلف الحملة الشعواء التي لا تستهدف الحريزي لشخصه، وإنما تستهدف كيان هذا البلاد وكل صوت رافض للتدمير الذي يتعرض له عبر الجهات الأربع، وما يثير الشفقة والسخرية هو أن يشارك حزب الإصلاح في هذه الحملة، رغم كونه أصبح غير مرضي عنه لدى التحالف ويتعرض لاجتثاث من كل مناطق سيطرته، دون مراعاة لما بذله في خدمة السعوديين والإماراتيين.
لقد أخطأ الحريزي بنظر هؤلاء الذين يتوارى خلفهم التحالف، وخطيئته أنهم لم يكن مثلهم، لم يكن محمد اليدومي،تقصف قواته طائرات الإمارات، فيرد عليهم لا تتركونا منتصف الطريق، ولم يكن العليمي ولا البحسني ولا طارق عفاش،لم يسبح ليلا ونهارا بحمد التحالف وينشد القصائد في مدح السفير السعودي، كما يراد أن يكون اليمنيون جميعا.
لقد كان عليه أن يخرج رافعا يده لتحية جنود القوات المتعددة الجنسيات أمام مطار الغيضة، وأن يزور حقائق التاريخ ويعلن في الملأ من قومه أن السعودية مملكة الخير، وكل تدخلاتها في اليمن، هي تدخلات الأخ الأكبر الحريص على مصلحة أخيه الأصغر.
هذا ما يراد من الحريزي وما يراد منا جميعا، ومالم نفعل ذلك، فنحن تجار مخدرات ومهربي أسلحة وتابعون لإيران، ويحق لقوات أتت من خلف الشمس، من بريطانيا وأمريكا أن تقتحم منازلنا وتنتهك حرماتنا، ويحق لإسرائيل أن تسيطر على جزرنا، وللسعودية أن تقتلنا بالحرب والحصار.
خليك معناآراء الكاتب ومصطلحاته قد لا تعبر بالضرورة عن السياسة التحريرية للموقع