الصباح اليمني_ مساحة حرة|
يبدو وزير الصحة د. طه المتوكل من اكثر الوزراء اجتهادا وحرصا، كما يظهر من انشطته، ودون ان نقع في مطب مدح المسؤولين، فان اثقل المسؤوليات عادة هي ما يتعلق بحياة وصحة الناس، فكيف ان كان الوضع اساسا كارثي على المستوى الصحي.
المستشفيات في صنعاء تعمل باعلى طاقتها، وبرغم ذلك لا يمكنها تغطية العجز، اننا نتحدث عن بنية صحية منهارة، وعن ثلاثة عقود من الاهمال والفساد، و5 سنوات من حرب تدمير البنى التحتية ومنع دخول المساعدات الطبية.
ان ما تفعله وزارة الصحة هو ترميم القطاع الصحي المتهالك، وانقاذ ما يمكن انقاذه، لكن التطوير والتحديث، مازال بعيدا عن متناول اليد، لذا فتصنيع الادوية والاجهزة الطبية، يمكنه ان يكون ضمن المهام التي تستحق ان تدرس، ويعلم د.المتوكل ان هناك نقص حاد في الاجهزة الطبية.
لقد زرت المستشفيات بعض الحكومية والخاصة في صنعاء، هناك اعتناء لكنه اقل من المطلوب ، وجيد بما هو ممكن، لكن ماهي الخطة لرفع الانتاج وتعويض النقص.
اعتقد انه يمكن الوثوق بالرجل الذي يجلس في قمة الهرم الصحي، ويعتبر صاحب القرار الاول، ان كان بهذا الحرص والجهد الدؤوب الذي نراه.
لكن مازالت هناك اشكالية بسيطة، وهي ان بعض “المسؤولين” في صنعاء لا يذهبون للعلاج في المستشفيات الحكومية ، ربما قد يذهب مسؤول من الطبقة السياسية الجديدة. للعلاج في مستشفى خاص من فئة الدرجة الاولى، لان المستشفيات الخاصة درجات.
وممكن ان نرى مسؤولا سياسي في صنعاء، اصيب بنزلة برد يعالج في المستشفى “السعودي الالماني”، وهو اغلى مستشفى في صنعاء وربما اليمن، ولا يدخله اي كان.
واعتقد انه لولا فرض الحصار ، واغلاق مطار صنعاء لسافر المسؤول للعلاج من نزلة البرد في الخارج.
وهذه هي الطامة، فطالما لا يعالج صديقنا المسؤول من حديثي نعمة السلطة السياسة ، في مستشفيات العامة، فان دائرة الاهمال للقطاع الصحي ستبقى كما هي، لان هذه اشكالية العلاقة بين السياسي والتنمية، حيث كان المسؤول لا يستخدم مرافق المواطنين، لهذا بقيت مهملة، واعتقد انه حان الوقت لنزع هذه الثقافة.
اننا نريد طبابة تليق بكل يمني ، مواطن ومسؤول حكومي، واليمن الذي يصنع الصواريخ قادر على تصنيع الاجهزة الطبية، واريد ان ارى كل مسؤولي الحكومة يعالجون في مستشفيات العامة لانها اصبحت مستشفيات فئة اولى .