الصباح اليمني_الحدود|
ما من جريمة نأت بنسفها عن اليمنيين تقريبا، على مدى أربع سنوات من حرب التحالف السعودي على اليمن، من المجازر، القصف،التعذيب،الاغتيال، الأمراض ولأوبئة، حيث إلا أن جريمة واحدة ما تزال في حكم المسكوت عنها: اغتصاب الاطفال. سواء في الحدود اليمنية السعودية، أو المناطق التي تشهد اقتتالات (الحديدة، تعز) الخاضعة لسيطرة التحالف أو في محافظة عدن، أولئك الأطفال الصغار جداً تنتهك حياتهم في ظل الفوضى والإفلات التام من العقاب.
حالات اغتصاب اطفال في الحدود اليمنية السعودية، يكشفها موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، موثقا رويات عددا من الأطفال وذويهم، الذين كشفوا عن تعرضهم للتهديدات في حال حديثهم عن ما جراى.
ونوه الموقع، إلى أن منطقة الحدود الشمالية اليمنية، بمحافظة صعدة، يمر منها قرابة 50 طفلا كل أسبوع، لتهريب القات وغيرها من السلع، وسبق أن ألقي القبض على المئات من الأطفال، من قبل حرس الحدود السعودي، بحسب شهادات العديد من المهربين وتعرض العشرات منهم لاعتداءات جسدية وجنسية.
كما قال نبيل فاضل، رئيس المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر: إن “رصد حالات الاغتصاب والاعتداء، توقف بسبب الحرب المستمرة”، مشيراً إلى “عدم وجود إحصائيات حول ضحايا هذه الاعتداءات، بسبب غياب قوانين تجريم الاتجار بالبشر في اليمن”.
ورواى طفل يمني يدعى “طه”، حسب ما نقله الموقع البريطاني، تفاصيل اغتصابه على يد حرس الحدود السعودي، بعد أن أقنعه مهرب “قات”، بالعمل معه لصغر سنه، وبأن التهريب سهل وفي حال ألقي القبض عليه، فإن أقصى ما سيواجهه الترحيل دون إصابته بأذى.
وقال طه: إنه بدأ العمل في نقل “القات”، عام 2017 عبر الحدود، وبعد أربعة أشهر على عمله، قاده سوء حظه لإلقاء القبض عليه، عند آخر نقطة تفتيش سعودية في منطقة صبيا، وهي موازية لنقطة الثابت في اليمن.
وبين الطفل أنه “شعر برعب شديد من الجنود، وأخبرهم أنها المرة الأولى التي يهرب فيها القات، لكنهم هددوه بالسجن والتعذيب في بادئ الأمر، ثم عرضوا عليه لاحقا صفقة لتسهيل عمله في التهريب، مقابل السماح لهم باغتصابه”، مضيفا: “أخبرني الحراس أنه في حال وافقت على طلبهم باغتصابي، فسيفرجون عني، ويسهلون عملي في تهريب القات، بل وإعطائي المال، والسماح بالسير في المنطقة طوال الوقت”.
وقال موقع “ميدل إيست آي” أن طه “رفض طلبهم وهو ما جعل الأمور أكثر سوءا” وفق وصفه “إذ جرى تكبيل يديه، وضربه، وتناوب الحراس على اغتصابه عدة مرات، قبل أن يرحلوه إلى اليمن”.
وذكر الموقع أنه “تعرض للضرب بعقب مسدس وأحزمة الجنود عدة مرات، وهددوه بالسجن، إذا لم يلتزم الصمت ويبقى هادئا”، متابعا : “كل هذا حدث في غرفة عناصر الأمن الخاصة.. كنت أخشى أن يقتلوني أو يصوروني”، كاشفا وجود آثار للعنف، على ظهره وفخذه وقال: “شعرت بآلام شديدة. صرخت طوال اليوم تقريبا، من الألم والخوف”.
وكشف الموقع البريطاني، تواصله مع 11 طفلا قال 5 منهم: إنهم “تعرضوا للاغتصاب من قبل حرس الحدود السعودي”.