بعيداً عن توجهات رئيس مايسمى “بالشرعية في اليمن” عبدربه منصور هادي ، يمضي قادة الحراك الجنوبي نحو استكمال خطواتهم المتسارعة لإعلان الانفصال عن شمال اليمن ، وهو ما نراه عمليا في اللقاءات والمشاورات التي تعيشه عدن.
اليوم يلتقي عيدروس الزبيدي “الرئيس المفوض للقيادة السياسية الجنوبية” بوفد رفيع من محافظة حضرموت التي سبق وان اعلن محافظها قبل ايام إقليم حضرموت ، واستقلاله عن بقية محافظات اليمن.
اللقاء شهد مناقشة الخطوات العملية والتي توصل لها للإعلان عن “الكيان السياسي الجنوبي “كحامل سياسي لملف القضية الجنوبية على المستويين المحلي والدولي ، بالاضافة إلى تصورات محافظة حضرموت حول هيكل الكيان المزمع إعلانه قريباً والدور الذي سيقدمه.
ويرى مراقبومن ان تزامن زيارة وفد حضرموت الى عدن مع الزيارة السرية لمحافظ محافظة حضرموت الى العاصمة الاماراتية أبوظبي ، يؤكد استمرار الامارات في خطوات اعلان الانفصال ، ومشروع تقسيم اليمن الى اقاليم ودويلات ،بعيدا عن مسار التحالف الذي وجد من اجله.
مشروع التقسيم الامارتي الذي تصادم مؤخرا مع المصالح والاطماع السعودية – حسب مراقبون – في جنوب اليمن والتي تمثل حضرموت وعدن أهم مؤشراته، هو ما أشعل الصراع مجددا بين شريكي الحرب (الامارات،السعودية) فاستغل كلا النظامين كل اوراق الضغط وحرّك كل الاجندة الداخلية لتحقيق انتصار على الاخر.
فالسعودية التي حركت هادي وعزفت على شرعيته ، ليخرج الاخير مصعدا من خطابه وهجومه على الامارات والتي اعتبرها تتصرف في جنوب اليمن كدولة محتلة، وليست مساعدة،فاصدر مؤخرا قرار إقالة الزبيدي وبن بريك ، اهم اجنحة الامارات في جنوب اليمن، الامر الذي اعتبرته ابوظبي حربا عليها واستهدافا مباشرا فايقضت احلام الحراك الجنوبي الخامد فأزبد الزبيدي في جموعه وارعد ،واعلن الحراك رفضه لهادي ولقراراته ،وهذا ما تم ترجمته عمليا من خلال مغادرة محافظ عدن الجديد المعين من طرف هادي عبد العزيز المفلحي نحو الرياض، التي جاء منها .
المفلحي لم يمكث في عدن سوى يومين قبل ان يغادررها ، ورغم محاولات البعض اختلاق مبررات لذلك ،الا ان واقع الحال يقول بان رفض الحراك لمشروع هادي والسعودية الجديد داخل عدن ، من انتصر في نهاية المطاف .
متابعون يرون ان الرئيس هادي وحكومة بن دغر قد فقدا السيطرة على الوضع داخل المحافظات المحررة ، وبات غير مرغوب فيه لدى عامة الشعب ،وهو الامر ذاته الذي باتت المملكة اليوم تؤمن به ، وتحاول جاهدة البحث عن بدائل تضمن لها تقاسم الغنائم مع الحليف الاماراتي الذي يبدو لديه المقدرة على التهام الكعكة الجنوبية، طبعا مع اللاعب الامريكي الذي بدأ يفكر في استنزاف الصريعين الاماراتي والسعودي قبل التخلص من احدهما أو كلاهما.