كشفت مصادر خاصة في العاصمة المؤقتة عدن، عن قيام رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي بزيارة سرية الى العاصمة صنعاء.
المصادر أكدت”للصباح اليمني” أن الزيارة التي حظيت بقدر كبير من التكتم والسرية جاءت بإيعاز امارتي للتنسيق مع قيادة المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، بهدف وضع اللمسات الاخيرة في تفاصيل مشروع تسوية سياسية للحل من وجهة نظر اماراتية تضمن التفاوض السياسي بين الشمال والجنوب .
وبحسب المصادر فأن الزبيدي التقى بـ”صالح” في صنعاء وناقش معه رؤية ابو ظبي للحل في اليمن والذي تعتمد على تقسيم اليمن الى كيانين سياسين في دولة فيدرالية هما الحراك الجنوبي في الجنوب والمؤتمر الشعبي في الشمال، بالاضافة الى الاتفاق على السماح وتهيئة الاجواء لانعقاد جلسة البرلمان اليمني الطارئة والمقرر انعقادها خلال اغسطس الجاري في العاصمة عدن التي يسيطر عليها الحراك الجنوبي الموالي للامارات،والتي ستبارك المبادرة الاماراتية وتشرعنها.
وكانت مصادر خاصة قد أفادت “للصباح اليمني” عن لقاء سري جمع سفير اليمن السابق في الامارات احمد علي عبدالله صالح مع عيدروس الزبيدي خلال زيارة الزبيدي الى العاصمة الاماراتية ابو ظبي.
المصادر المقربة من الزبيدي أكدت ان اللقاء الذي استمر اربع ساعات بحضور كلا من هاني بن بريك ومحسن بن فريد وناصر الخبجي وأحمد بن بريك، وذلك 28 من رمضان الماضي ،وذلك داخل شقة إدارة شركة (راذرفورد للخدمات النفطية في اليمن)في الدور 42 من (برج خليفة)، وخصص لمناقشة المشروع المقدم من ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد،والمتضمن اقامة إتحاد فيدرالي ثنائي بين الشمال والجنوب بقيادة الحراك الجنوبي والمؤتمر الشعبي العام ،يتم فيه تقاسم السلطة والثروة مناصفة بين الجنوب و الشمال.
مراقبون أوضحوا ان التقارب الاخير بين الامارات والشرعية ،تقارب مؤقت وتسعى من خلاله الامارات ، لتمرير مخططها دون اي منغصات، قد تقوم بها الحكومة الشرعية ،والتي – حسب المراقبين – تماهت مع الموقف الاماراتي المفاجئ منها ،وهو ما تبرهنه ما اسماها رئيس حكومة الشرعية احمد عبيد بن دغر بالانفراجة بالعلاقات بين الشرعية وابو ظبي ، حيث قام بن دغر بزيارة الى مقر القوات الاماراتية ومن ثم زيارة قاعدة العند ،في خطوة عدّها الاخير بالايجابية.
المراقبون أشاروا الى ان تغاضي المجلس الانتقالي الجنوبي عن انعقاد جلسات البرلمان في عدن ، والسماح لحكومة بن دغر بالتحرك في عدد من مناطق الجنوب يأتي في سياق التهيئة لخطوة اعلان الحل في اليمن الاماراتية التي يجري اعدادها بعيداً عن الامم المتحدة وممثلها في اليمن اسماعيل ولد الشيخ.
وكان موقع أمريكي متخصص في السياسة والشأن العالمي قد أورد تحليلا أكد فيه أن هناك صفقة كبيرة للسلام في اليمن، لكنه وصفها بأنها ستكون “خاطئة”، ويمكن أن تؤدي إلى حرب لا نهاية لها.
وكشف منتدى ” جست سيكيورتي” الأمريكي، في تحليل نشره على موقعه الإلكتروني، عن “صفقة كبيرة” تتم بشكل سري، سينتج عنها تشكيل حكومة توافقية برئاسة خالد بحاح، على أن يكون العميد أحمد علي نجل صالح وزيراً للدفاع، على أساس أن تكون هذه الصفقة تكملة للمبادرة الخليجية، مشيرا إلى أن هذه الصفقة تضع نجل صالح ليصبح حاكم الأمر الواقع في اليمن، تماماً كما يريد والده دائماً.