الصباح اليمني_مساحة حرة|
بمطلع التسعينيات حاكم دويلة عربية لم يتجاوز عمره عشرين سنة ( اقسم على تمزيق اليمن إلى أكثر من دولة ) . متناسيا أن جزيرة ميون اليمنية قبل سبعة وعشرين قرنا كانت ميناء تجاري كبير ومنطقة حرة لتجارة العالم آنذاك.
تعرف عند العرب باسم ميون وعند الاوروبيين بريم وكان الرومان يدعونها جزيرة ديودوري .فاحتلال جزيرة ميون وغيرها من الجزر اليمنية عام 2015م هو احياء لمشروع استعماري قديم وتحقيق لأهداف صهيونية فجزيرة ميون إلى جانب اهميتها الاستراتيجية فهي تحمل مدلولات سياسية وتاريخية جغرافية وحضارية لرمزية وحدة اليمن إرضا وإنسانا .
وحدة جغرافية
أن الحديث عن جزيرة ميون هو حديث عن الجغرافيا السياسية عن التاريخ والأثار وعن الإنسان والثقافة والوحدة اليمنية
.جزيرة ميون تبرز الأهمية الاستراتيجية للمكان الذي تتمتع به والقيمة الحضارية لها عبر التاريخ ، فجزيرة ميون هي احد الشواهد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية والجغرافية لليمن الواحد ، حيث يشابه خليج عدن البحر الاحمر في كثير من المظاهر الجغرافية وهذا التشابه في المظهر الجغرافي بالإضافة إلى الاتصال الطبيعي بين الخليج والبحر الاحمر عبر مضيق باب المندب وجزيرة ميون يجعل من خليج عدن والبحر الأحمر وحدة جغرافية مما ساعد على جعلها وحدة تاريخية واحدة .
جزيرة ميون إحدى الجزر اليمنية التابعة إداريا لمديرية باب المندب بمحافظة تعز وتبعد عن مديرية باب المندب 4 كم وعن مدينة عدن تبعد 170كم وعن مدينة المخا 74كم ، وقد تميزت عن غيرها من الجزر اليمنية الأخرى بإشرافها على مضيق باب المندب . وهي جزيرة داخل اطار النسيج الجغرافي لمدينة تعز الذي يمثل وحدة جغرافية واحدة وجزء من نسيج وحدة اليمن ، إلى جانب ذلك تعتبر مجال كبير للمشاريع الاستثمارية وهي منبع غزير للأثريين والتاريخيين والكتاب الذين يرسمون صورة للحياة فيما مضى وهي مادة مهمة للمهتمين في القطاع السياسي والثقافي والسياحي كمصدر للتعرف على الجغرافيا السياسية والتاريخ الثقافي والحضاري .
اكثر من 220 معتقل
جزيرة ميون تقع في مضيق باب المندب وفي المياه الإقليمية اليمنية ولا تبعد عن الشاطئ اليمني إلا مسافة ميلين فقط وفي موازاة قلعة الشيخ سعيد الواقعة على الساحل اليمني . وإلى جوار الجزيرة من الناحية الأفريقية توجد عدد من الجزر تدعى (الأخوات السبع ) وهذه الجزر ما جعلت الملاحة في تلك الجهة محفوفة بالمخاطر رغم ان العرض هناك يبلغ عشرين ميلا . يغلب على الجزيرة تضاريس جبلية تتخللها الصخور وتربة طينية ورملية في الوسط وترتفع عن سطح البحر حوالى 40 مترا ويصل ارتفاعها على قمة من جبالها إلى 245قدما وتبلغ مساحة الجزيرة حوالي 13 كم2 .
ويوجد في الجزيرة مرفأ لرسو السفن الصغيرة في الجزء الجنوبي حيث يبلغ اتساع مدخلة حوالي 700 متر كما يوجد في الجزيرة مطار شبة مندثر وبعض المنشآت الحكومية، وتفتقر لوجود المياه العذبة واصل اسم ميون يعود إلى اسم القرية الموجودة فيها وتشمل الجزيرة على قرية ميون الشعب في الجهة الجنوبية للجزيرة وقرية ميون الثورة في الجهة الشرقية للجزيرة . ولا يوجد احصائية دقيقة بعدد سكانها حيث تشير بعض الدراسات أن عدد سكانها يبلغ حوالى 220 نسمة واخرى تقدرهم ب1000 نسمة فيما يصل عدد المساكن فيها 70مسكنا و يعتبر صيد الاسماك النشاط الاقتصادي الأبرز الذي يمارسه سكان الجزيرة حيث يبلغ عدد الصيادين 60 صيادا إلى جانب عمل بعض السكان في تربية الاغنام والضأن .
فهؤلاء السكان منذ سبع سنوات اصبحوا تحت الاحتلال و الاعتقال والعقاب الجماعي وانتهكت حقوقهم وصادرت املاكهم وتعرضوا لأصناف انواع العذاب والاذلال والسجن في ظل صمت دولي و غياب تام لمنظمات حقوق الإنسان لدفاع عنهم كون ما يمارس ضدهم يرتقي إلى جرائم حرب . فالجزيرة لم تتحول إلى قاعدة عسكرية للمحتلين فحسب بل تحولت إلى سجن ومعتقل لسكانها اليمنيين .
مقبرة المحتل
كانت جزيرة ميون إحدى أهم الجزر التي استخدمتها المملكة البريطانية كموقع للاستجمام كذلك جعلت منها بريطانيا محطة لتموين السفن المارة وكموقع للرقابة والإنقاذ وملاحظة الملاحة لمضيق باب المندب كما استخدمتها للعمليات العسكرية والحربية . كما تم استخدامها اثناء التواجد السوفيتي فيما بعد .
يوجد بها العديد من المواقع الاثرية منها قصر الملكة فيكتوريا ويوجد في الجهة الشمالية الشرقية ويقدر تاريخ انشائه بحوالي 150 سنة ويمتاز بهندسته المعمارية البديعة كما انه يحوى جميع مرافق الراحة بما في ذلك مسبح غرب المبني مطل على الشاطئ الذي انشئ من قبل البريطانيين خلال احتلالهم لجنوب اليمن .
كذلك يوجد قصر الضيافة العباسية يقع شرق الجزيرة وهو موقع قديم ، ويوجد مبنى الإذاعة ومبنى البريد ومبنى الحجر الصحي .
ويوجد مباني الفنارات حيث يوجد فناران الكبير في الجهة الشرقية والفنار الصغير يقع في الجهة الغربية من الجزيرة. وفيها يوجد مقبرة للجنود البريطانيين.
كم يوجد بالجزيرة العديد من المنشأة الأثرية الاخرى وتحمل هذه المواقع الأثرية في طياتها تاريخ الماضي واحداثه وفنونه وابداعاته . فهي جزيرة ذات تاريخ سياسي عريق ومجد حضاري تليد وصورة لكفاح شعب ضد المحتلين والغزاة فتراثها وآثارها اليوم يتعرضان لتدمير ممنهج من قبل المحتلين وتغيير لهويتها اليمنية و تاريخها الثقافي والحضاري.
المصدر: موقع “26 سبتمبر نت”.