الصباح اليمني_متابعات|
منتصف سبتمبر الماضي، كان العالم على موعد مع حدث هام غير وجهه كليا.
كان ذلك فجر الاثنين، عندما استيقظ الجميع على وقائع استهداف قوات صنعاء لاهم منشآت ارامكو في السعودية بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة.
لم يكن أحد يتوقع أن تكون قدرات صنعاء قد وصلت إلى هذا المستوي وهي التي اعلن التحالف عبر ناطقة يحي عسيري في مارس من العام 2015 القضاء على 80% من ترسانتها الصاروخية وتحديد اسبوع فقط لاجتياح العاصمة.
بدأت الصدمة تخيم على مراكز صنع القرار العالمي ، ودفعت بالكثير من المحليين للحديث عن حرب عالمية قد بدأت لتوها.
تسابقت الدول على ارسال خبرائها للبحث عن خيوط تستبعد فرضية ان تكون صنعاء، الدولة المحاصرة منذ 5 سنوات قد شنت الهجوم، لكن لا شيء غير ذلك ظهر، لتأتي النتيجة بإعلان السعودية صاغرة قبولها مبادرة صنعاء للسلام.
كانت هذه النتيجة تأكيد على استسلام الرياض، وقد طالت نيران الحرب التي اشعلتها في اليمن يدها، وتنذر بالتهامها.
بالنسبة للعالم اقصت هذه العملية الرياض من الهيمنة على سوق النفط، وزادتها ضعفا بعد أن كانت تزعم بانها اكبر دولة في المنطقة واكثرها تسليحا، ولم تجد الولايات المتحدة، المزود الاول للتحالف” تفسيرا لما حدث على مرى منظوماتها الدفاعية الاكثر تطورا و التي تغرق المدن السعودية سوى الاعتراف وعبر قائد قواتها المشتركة بعدم وجود منظومات دفاعية قادرة على التصدي لمثل هذا النوع من الهجوم.
كانت صنعاء تدرك حيرة الرياض، خصوصا وقد ابلغتها وزارة الدفاع الامريكية بان الحرب على اليمن وصلت إلى طريق مسدود، فبادر المشاط، رئيس المجلس الاعلى، لإعلان مبادرته، تلك التي لم تتأخر السعودية لحظة للموافقة عليها، وقد اصبحت تستورد النفط من العراق بعد ان كانت من اكبر منتجيه.
شهدت العلاقات تطورا دراماتيكيا ، لم يكن ليحدث بفعل العنجهية السعودية التي صاحبت حربها على بلد فقير وبالكاد يؤمن شعبه قوت يومه، لكنه اخيرا وبعد 5 سنوات حرب تنازل القادة السعوديين مطأطئ الراس للقبول بتفاوض مع صنعاء فطرقوا ابواب سلطنة عمان، وهم اليوم يعرضون التنازلات في محاولة لحفظ ماء وجه الرياض في حين تصر صنعاء كما برز من تصريحات ناطق قواتها العميد يحي سريع على استعادة كامل السيادة والحفاظ على وحدة البلاد.
لم تكن السعودية وحدها من اعترفت بالهزيمة، فقبلها كانت الامارات، الشريك الرئيس في التحالف، قد اعلنت الانسحاب من اليمن وبدأت فعلا تجميع معداتها وتفكيك منظوماتها العسكرية من المحافظات الجنوبية والساحل الغربي. جاءت، هذه الخطوة الاماراتية على ايقاع ضربات صاروخية تعرضت لها منذ العام 2018 واستهدفت منشآت حيوية ابزهم مطار ابوظبي ومفاعل نووي، ومع أن صنعاء نشرت فيديو للهجوم على ابوظبي لم تكشف بعد هجمات اخرى ربما لحسابات سياسية.
على مدى سنوات الحرب على اليمن، انسحبت العديد من الدول الـ17 المشاركة، بعد أن ادركت حقيقة “مقبرة الغزاة”. انسحبت المغرب بعد سقوط مقاتلاتهما الأكثر تطورا الـاف 15، وانسحبت ماليزيا بعد أن اكتشفت بانها اخطأت بحق شعبي عربي مسلم، كما قال رئيس وزرائها مهاتير محمد الذي كشفت اجهزته الامنية حجم المبالغ التي ضختها السعودية للحكومة السابقة ، وهذه بحدة ذاتها كانت بشائر انهيار التحالف الذي لم يتبقى فيه سوى السعودية والامارات مع مرتزقة سودانيين واجانب ومحليين، الذي وصلت قواته اليوم إلى انهيار كامل برز في عمليات صنعاء البرية والتي اجتاحت هلالها محاور كاملة عبر الحدود اليمنية- السعودية واستولت بها على الوية ومعسكرات لا تعد ولا تحصى من محور نجران وصولا إلى جيزان ومرورا بعسير.
كان سقف التحالف في بداية حربه ما وصفها بإعادة “الشرعية” إلى صنعاء، واليوم يعد العدة للقضاء عليها، ولم يعد في قائمة أهدافه سوى الاستحواذ على المهرة وسقطرى والجزر في باب المندب وخليج عدن إضافة إلى نهب الثروات النفطية في شبوة وحضرموت مع ايجاد صيغة اقتتال اهلي جنوبا تخدم اجندته التي تهدف لخدمة اجندة دولية تحاصر الصين وتثبت امريكا وأن ادى ذلك لحرب عالمية جديدة.
المصدر: الخبر اليمني
خليك معنا