الصباح اليمني_متابعات|
في لحظة عصيبة من تاريخ المنطقة العربية، تقرر السعودية فجأة تأسيس تحالف البحر الأحمر، متجاوزة بذلك اشكاليات اللغة والدين وحتى العقيدة، لكن وبما أن هذا التحالف تنشد من خلاله الرياض تأمين الخطوط الدفاعية لها، لا يزال يثير الكثير من التساؤلات..
اتحاول الرياض شد عضدها المهترئ والضعيف في اليمن، أم تقطع الطريق أمام منافسة اقليمية أخرى سبق وأن اوجدت لها موطئ قدم على هذا الساحل؟ اهو بديل للناتو العربي أم ثمن لمغامرة امريكا الأخيرة في المنطقة؟
حتى العام الماضي، كانت فجوة الخلافات بين الدول المطلة على البحر الأحمر متشعبة بشان الاجراءات القنية للتحالف الجديد ، وهذه الخلافات التي برزت بصورة مقاطعة الصومال لاجتماع القاهرة في ديسمبر من العام 2017، ومقاطعة اريتريا لاجتماع الرياض في 2018، افشل المساعي السعودية لإعلانها خلال السنوات الماضية، ودفعها لتشكيل لجنة فنية لتحديد الاطار العام للتحالف، لكن حتى اليوم ومع اعلان توقيع ميثاق تأسيس مجلس الدول العربية- الافريقية المطلة على البحر الأحمر لا تزال الكثير من الاشكاليات تواجهه، فتسميته تغيرات للمرة الثالثة.
كان يفترض وفقا لمعايير واشنطن أن يسمى بالتحالف السني، لكن تغيرات مفاجئة طرأت عليه وتحول إلى فكرة “الناتو العربي” بمشاركة اسرائيل، لكن هذه التسميات اثارت مخاوف الانظمة في مصر والاردن من ردة فعل شعبية فتقرر تشكيله وفقا للدول المطلة على البحر الاحمر بما فيها اسرائيل ايضا وسمي حينها بتحالف الدول المطلة على البحر الاحمر، لكن اليوم سمي بمجلس الدول العربية – الافريقية المطلة على البحر الاحمر وهو مناقضا تماما لما كانت تتطلع اليه الرياض التي اقترحت المشروع في 2017.
لم يعرف حتى الان ما اذا كان هذا تحالف سياسي أو امني وعسكري، فأديباته لم تنشر بعد ولا يعرف منها سوى ما تحدث به القادة السعوديين وعلى راسهم الملك سلمان خلال الاجتماعي الاخير بوزراء خارجية مصر وهادي وارتيريا والسودان والصومال وجيبوتي والاردن، وحدده بتوفير الامن والاستقرار للمنطقة..
لا شيء يجمع بين هذه الدول وفقا لأدبيات المصالح بما فيها العربية..
فالصومال تكتظ بالقواعد التركية والقطرية، المناهضتان للسعودية، ومثلها السودان التي منحت تركيا جزيرة في البحر الاحمر لتشييد قاعدة وتخوض صراعا مع مصر بشأن تيران وصنافير، اضف إلى ذلك القواعد الايرانية والاسرائيلية في ارتيريا، والصينية والامريكية والبريطانية والفرنسية في جيبوتي، فعن أي استقرار تتحدث السعودية وقد امتلأت شواطئ المنطقة بالقواعد العسكرية، ووجدت هي نفسها مجبرة على مجاراة هذه القواعد بإنشاء قواعد في جيبوتي والاستحواذ على الجزير اليمنية في زقر وميون وتخطط للسيطرة على تريم المنتصبة وسط مضيق باب المندب.
ولا اهمية من الناحية العسكرية لهذه الدول، فبعضها تكاد تفتقر للتأثير العسكري كاليمن والصومال وحتى ارتيريا وجيبوتي والسودان والبعض الاخر يتعرض لاستنزاف كبير كالسعودية ومصر وحتى الأردن ليست بالشأن الكبير، وبالطبع باستثناء اسرائيل التي تدير التجمع الجديد من الخفاء بعد بلوغ التطبيع مع السعودية ودول الخليج مؤخرا ذروته.
توقيت اعلان المجلس الجديد، قد يحمل في طيأته، مخاوف سعودية من ردة فعل ايرانية في البحر الاحمر الذي يكتظ بالبوارج الامريكية والسعودية معا، وهو ايضا اذا ما اخذ في الاعتبار الزيارة التي كلف ولي العهد السعودي شقيقه بالقيام بها إلى واشنطن تبدو كمكافأة من نوع مأ لواشنطن التي تعمل اداراتها برئاسة ترامب منذ صعوده السلطة على تمكين اسرائيل في المنطقة تمهيدا لاعلان صفقة القرن، والتي من شانها التقريب بين الانظمة في الخليج وتل ابيب.
المصدر: الخبر اليمني
خليك معنا