الصباح اليمني_متابعات|
يزداد الوضع في الحديدة تعقيدا، وتنذر التطورات على الارض بمواجهة يراد لها أن تكون شاملة وفاصلة.
على الميدان، ثمة تحرك غير مسبوق عكسته الخروقات اليومية لتحالف الحرب واتباعه. استحداث تحصينات. استهداف يومي للأحياء السكنية.
فرض مزيد من القيود على الدخول والخروج من المدينة. هذه الاحداث لم تعد مجرد انباء للاستهلاك اليومي بل باتت واقع يكرس شللية “اتفاق السويد” ويوسع الفجوة الحاصلة في تنفيذه.
يدرك المجتمع الدولي هذا وقد دعا تحالف الحرب في جلسة لمجلس الامن الاخيرة لتسهيل تحركات البعثة الدولية في الحديدة والتي يراد لها ان تبقى سيف مسلط على رقبة صنعاء في مناطق سيطرتها لا مراقب دولي للوضع في جميع مناطق المحافظة المشمولة في الاتفاق.
ربما اوجد الاتفاق نوع من خفض التوتر التي لم يجد المبعوث الاممي غيرها ليتباهى في مسيرة عام من الاشراف على تنفيذه، وربما تكون صنعاء بتنفيذ الاتفاق من طرف واحد قد منحته ايضا نصرا مؤزرا، لكن رغم ما تحقق في الضفة المقابلة تبدو الان المرحلة الاصعب وهي كيف الزام الطرف الاخر بتنفيذ الاتفاق.
مع بدء الحديث الاممي عن توجه لتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق تلك التي وصفها المبعوث الأممي مارتن غريفيث باخر مقابلة له بـ”تجريد الحديدة من الاسلحة” والتي تستهدف كما يقول المحافظ محمد عياش قحيم سحب معدات هادي 20 كيلو للأسلحة الخفيفة و50 كيلو للثقيلة، كشتر قوات هادي أو بالأحرى جناح الامارات فيه عن انيابه، فسارع طارق عفاش لدعوة “الشرعية” التي قال يوما انه لا يعترف بها، لإجهاض الاتفاق، محاولا تدارك هزائمه التي مني بها طول السنوات الماضية من عمر انضمامه للتحالف والقتال في الساحل الغربي.
يعتقد طارق صالح الذي يبدو منبوذا حتى داخل “الشرعية” ان بإمكانه الان تغيير في استراتيجية الحرب وقد دثرته الامارات بفصائل جنوبية وتهامية تحت مسمى “العمليات المشتركة”. هو لا يزال يستمد المصل من ابوظبي ويسعى لتنفيذ اطماعها مجددا. كانت ابوظبي قد فقدت الامل هنا فأعلنت الانسحاب من اليمن، لكنها عادت لتتحرك سرا بدفع تعزيزات جديدة وتسليح إلى جانب محاولتها المتكررة لجمع بقايا شتات الماضي كالانتقالي وجناح المؤتمر الموالي لها في قالب واحد لتنفيذ ضربة مزدوجة تستهدف الاخوان في الساحل وتعز قبل غيرهم.
الامر لا يقتصر على الامارات التي سردت في مقالة لصحيفة البيان تبريرات مما وصفته بنفاذ صبر المجتمع الدولي في الحديدة، و التي تحاول البحث عن موطئ قدم في ممر دولي يشرف على مرور 40% من التجارة البحرية العالمية، بل على السعودية التي ترى في الشق الاخر من المضيق وتحديدا في البحر الاحمر ملكا لها وهي الان تشرع ببناء قواعد جديدة احدثها ما ذكرتها تقارير في جزيرة زقر.
هذه الجزيرة المهمة على خط الحرير التجاري الجديد، لا تبدو ان تواجد السعودية فيها بهدف حماية السفن كما تحاول الرياض تصور للمجتمع الدولي باستضافة منتديات اخرها نهاية الشهر الماضي، بل للاستحواذ على اهم موارد اليمن وتتحكم بسواحله، وهي قبل كل شيء تدرك أن صنعاء لن تفرط ولن تقبل باي توصيفه من شأنها الانتقاص من سيادة البلد، واستباقا لأية حلول أو مفاوضات باتت مؤخرا محل تداول وسائل اعلام يبدو أن التحالف يجهز لعملية عسكرية علها ترجح كفته أو على الاقل يستطيع من خلالها المناورة بورقة الساحل مع أنه يدرك استحالة تحقيق ذلك اخذ ما اخذ في الاعتبار 5 سنوات من المواجهات الغير مجدية وحتى التقارير الامريكية عن وصول الحرب إلى طريق مسدود، وفوق هذا كله الاستراتيجية الدفاعية والتي لم تكشف صنعاء عنها بعد وبإمكانها تغيير الوضع بشكل كلي كما يقول قادتها العسكريين.
يدخل اتفاق السويد عامه لثاني لكن بدلا من ارساء المزيد من قواعد السلام على الارض يبدو أن ثمة من يراد له أن يكون مدخل للحرب، وهذا لا يقتصر على التحشيدات بل ايضا على حملة العلاقات العامة التي يقودها تيار الامارات في المؤتمر منذ اشهر بغية تسويق الحرب كهيار بديل وهو ما قد يصعب الأمر على الامم المتحدة التي لا يزال مبعوثها يسوق التفاؤل رغم الخروقات المستمرة للتحالف.
خليك معنا