الصباح اليمني_متابعات|
تقرع دول التحالف مجددا طبول التصعيد في حربها على اليمن، لكن ما الهدف من الجولة التي يراد لها أن تكون اوسع جغرافيا؟
فعليا، الموجة الجديدة من الاقتتال بدأت لتوها، لكن وخلافا للجنوب الذي ظل على مدى الـ5 سنوات الماضية مسرحا للاقتتال بين فصائل التحالف يراد لهذه التجربة أن تنقل إلى الشمال، فهل نرى يوما شعار طرد الجنوبيين من مأرب؟
المعارك في نهم ومأرب والجوف والبيضاء وتعز والساحل الغربي والضالع والحدود على اشدها، ورغم عدم وجود أنباء رسمية من صنعاء إلا أن الأنباء الواردة من هناك تشير إلى أن المعارك في صالحها على عكس ما يروج اعلام التحالف ، سقوط لجبهة نهم، أو على الاقل اجزاء واسعة منها بعد ايام على تحقيق هذه القوات انجازات في صرواح والضالع مع استمرارها في صد اية محاولات “تسلل” على جبهات القتال الاخرى.
خلافا لكل مرة كان التحالف يتبنى قيادة المعركة، تشير المعلومات على الارض إلى أن الاصلاح والانتقالي هما من يزج بهما حاليا في المقدمة بينما يحاول التحالف الذي يقدم دعما كبيرا لهذه الفصائل الناي بنفسه اعلاميا والظهور بموقف المحايد خشية ان تثير تحركاته غضب صنعاء التي انهكته على مدى السنوات الماضية واوصلت الحرب إلى عقر داره.
التحالف الذي يصب تركيزه حاليا على الجنوب، والمفاوضات السرية مع وفد صنعاء، يحاول من خلال هذه المعارك تنفيذ العديد من الاهداف.
أولها نقل الصراع الجنوبي – الشمالي من عدن إلى مأرب وقد بدأ توا باستهداف الجنوبيين في معسكر الاستقبال بمأرب على امل أن يؤدي ذلك إلى اقتتال داخل قوات هادي الجنوبية والشمالية خصوصا بعد ظهور هذه البؤر داخل الوية هادي في ابين، وهو بذلك سيفك عقدة الشرعية المحصورة بين هادي ونائبه.. هذه خطة اماراتية شيطانية لطالما استطاعت من خلالها ابوظبي في تفكيك حكومة هادي وبعثرة وزرائها حتى اصبح جزء منهم تحت امرة الانتقالي والاخرين تحت وصاية الاصلاح.
تعول الامارات كثيرا على قصف الاستقبال، فنشوء نقمة داخل المجندين والضباط الجنوبيين وهم كثر في مأرب قد يخلط اوراق هادي ومحسن، خصوصا في ظل تركيز اعلامها على اتهام محسن بالتورط في “جريمة” مأرب وتصويرها كرد على القصف الذي تعرضت له قواته في العلم بعدن في اغسطس الماضي وراح ضحيتها نحو 300 قتيل وجريح وهو تقريبا نفس حصيلة ضحايا القصف الصاروخي على قوات اللواء الرابع حماية رئاسية.
هذه الخطوة ستوسع الشرخ داخل قوات الشرعية، أو كما تتوقع الامارات، وقد تدفع ابين وقبائلها للخروج ضد قوات محسن المتمركزة في شقرة ولودر والمحفد، وطردها من هناك وبذلك يكون التحالف الذي يتوق لإخراج قوات محسن والاصلاح من الجنوب قد نجح بنزع اول بذرة للإصلاح في ابين بعد عدن، سيعقبها تدريجا اجلاء للقوات في شبوة وحضرموت، وتلك كانت من اهم بنود اتفاق الرياض الذي لا يزال متعثرا حتى اللحظة، غير أن المؤشرات تصب في غير صالح التحالف، فالإصلاح الذي يتعرض لاستهداف ممنهج من قبل التحالف منذ بدء الحرب على اليمن يبدو بانه فهم اللعبة، ويحاول الان لف حبلها حول عنق التحالف وتحديدا الامارات- خصمه اللدود- وقد بدأ تكتيكات ارعبت الامارات فعلا، وتلك التكتيكات لا تقتصر على الاستعراض العسكري في شبوة بعد ساعات على قصف معسكر الحماية في مأرب، بل ايضا بدعوته لطرد التحالف وانسحابه من بعض جبهات القتال والاهم تشكيل لجنة للتحقيق في القصف وهو بذلك يقطع الطريق على التحالف الذي يحاول بكل طاقته تصوير الهجوم وكانه من صنعاء التي نفت على لسان اكثر من مسؤول واخرهم محمد البخيتي..
حتى لا يستطيع الاصلاح التقاط انفاسه وكشف الجهة المنفذة والتي بدا من حديث قاداته أنها الإمارات، تضغط الاخيرة لتصعيد الاقتتال في نهم ومأرب والجوف- اهم معاقله- إضافة إلى ترتيباتها الحالية في تعز وتغذيتها لقتال القبائل ضده في وادي حضرموت، وجميعها تهدف لخنق الاصلاح ودفعه إلى سحب قواته من الجنوب والشرق اولا، وثانيها اشغاله بمعارك خارج المربع الاستراتيجي والنفطي لليمن وبما يضمن للتحالف الاستئثار بمقدرات البلد، ومثله الانتقالي الذي هرع بدون تفكير إلى حضن الرياض والقى بقواته في جبهات الضالع ويحضر للزج بالبقية في كرش..
خليك معنا