الصباح اليمني_متابعات|
تكثف الولايات المتحدة وبريطانيا تحركاتهما العسكرية جنوب اليمن في الوقت الذي تعززان فيه الانقسامات بين القوى اليمنية شمالا، فالمذي يحضر لليمن، البلد المنهك بـ5 سنوات من الحرب؟
على مدى الساعات الماضية تحولت المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن إلى قبلة امريكية – بريطانية.
على الصعيد العسكري، دفعت الدولتان اللتان تقودان تحالف الحرب فعليا منذ 2015، بقوات كبيرة إلى المحافظات الجنوبية.
الانباء الواردة من عدن تؤكد وصول 450 جندي امريكي – بريطاني للانتشار في قاعدة العند، لتضاف هذه القوة كما يقول القيادي في الانتقالي، فادي المرشدي، إلى قوام 3500 عنصر امريكي – بريطاني سيتم نشرهم على امتداد المناطق الجنوبية من عدن حتى سقطرى..
هذه الانباء تتزامن مع اعلان الامارات اجراء تدريبات مشتركة مع القوات الامريكية التي وصلت هذا الاسبوع إلى السواحل الشرقية وتحديدا إلى ميناء بلحاف في شبوة وسقطرى ..
ومع أن وسائل الاعلام الاماراتية حرصت في مقدمة اخبارها على تركيز الخبر بان التدريبات تجرى على اراضي الدولة تلك المحاصرة من قبل ايران، الإ أن تقارير محلية تفيد بأن تلك التدريبات تجرى حاليا في خليج عدن والمحيط الهندي.
هذه الخطوات هي في الأساس تمهيدا لوجود امريكي – بريطاني بعيد المدى كشفته التقارير التي تحدثت عن نشر منظومات دفاع جوي وترتيبات لتشيد قواعد عسكرية في شبوة وحضرموت وسقطرى ..
الولايات المتحدة التي زار سفيرها حضرموت عدة مرات العام الماضي، وبريطانيا التي تواصل تحركها السياسي هناك عبر المبعوث الأممي، طرحتا سابقا تقسيم اليمن من “اقليمين” شمال وجنوب، وهما أن لم تكونا تحضران لحربا جديدة على اليمن فإنهما تسعيان للسيطرة على هذه المحافظات الثرية بالنفط والغاز والواقعة عند خط استراتيجي يربط البحر بالمحيط و الخليج.
هذه المناطق خاضعة اصلا لتحالف الحرب على اليمن ولم يتبقى فيها من قوى يمنية سوى حزب الاصلاح الذي يواجه حملة ترهيب قد تنهي به المطاف مطاردا كأجنحته القاعدة و داعش، أو ورقة اخرى لتبرير التدخل الخارجي الذي حمله على اكتافه قبل 5 سنوات.
حتى الأن لم تتضح اهداف امريكا وبريطانيا من التواجد في اليمن، اهي اعادة تموضع في المنطقة نظرا لبدء هذه القوات الانسحاب من افغانستان بعد توقيع اتفاق سلام مع طالبان في إطار مخطط تقسيم الشرق الاوسط الكبير بين الدول الكبرى ، أم لفرض المزيد من القيود على مرور ناقلات النفط والتجارة العالمية في هذه الدولة التي تمتلك ثاني اهم ممر بحري حول العالم.
على الصعيد اليمني ، ثمة نوع من الوضوح في أن الولايات المتحدة اختارت هذا الجزء لتمويل عملياتها من عائداته مستقبلا ، فقد سبق لها وأن شيدت قواعد على الجزء الاخر من الساحل اليمني وتحديد في الساحل الغربي حيث ذكرت تقارير سابقة عن انشاء قواعد في حنيش وزقر وميون.. في حين اختارت بريطانيا مسار الأمم المتحدة لتنفيذ اجندتها هناك .. والحليفان نجحا فعلا في تغذية الانقسام في اليمن ويسعيان لتوسيع قاعدة الحرب باستحداث اطراف جديدة والاستفادة من الصراع لوجود طويل الاجل، وهذا عزز المخاوف من تحريك الاوراق الارهابية خصوصا بعد كشف نائب وزير الخارجية في صنعاء حسين العزي عن مخطط لإغراق الجنوب بالإرهاب والظهور الاخير لداعش في البيضاء.
تريد الولايات المتحدة وبريطانيا تقسيم اليمن على اساس اقليم فقير واخر غني وبما يتيح لهما الاستحواذ على ثرواته، يبدو ذلك الان بالتحرك الجديد الذي يراد له حتى في الجنوب حيث تسعيان لإبقاء الكتلة السكانية الاكبر تحت إدارة الانتقالي في عدن وعزل هذه المحافظات الفقيرة بإبقاء حضرموت ومحيطها تحت إدارة ذاتية وربما الامر يتكرر في الشمال حيث تعدان لتقسيم مماثل..
قد يوفر الانقسام الذي غذته هذه الدول على مدى السنوات الماضية فرصة لفرض اجندة دولية في اليمن، لكن تبقى المخاوف من أن يستدعي ذلك اطراف دولية اخرى قد تتضرر مصالحها من اختلال التوازن العالمي عند اهم الممرات البحرية ويدفعها للتدخل بقوة نظرا للانقسام الاخير في مجلس الأمن بعد رفض روسيا والصين ادانة اطراف بينها الانتقالي الجنوبي وهو ما يعني بكل تأكيد سوريا اخرى في اليمن.
المصدر: الخبر اليمني
خليك معنا